65
قبر هارون بن عمران
قال المؤلّف: «. . . وقد رأينا في رأس جبل أحُد قبّة، فأخبرونا أنّ فيها قبر هارون بن عمران عليهما السلام، وقد ذكر السمهودي في تاريخ المدينة في أوائل الفصل الأوّل من الباب الثالث عن ابن شبّة بسند لا بأس به. . . أقبل موسى وهارون عليهما السلام حاجّين فمرّا بالمدينة فخافا من يهود فخرجا مستخفين فنزلاً أحُداً فغشى هارون الموت، فقام موسى عليه السلام فحفر له لحداً، ثمّ قال: يا أخي إنّك تموت، فقام هارون عليه السلام فدخل في لحده فقبض فحثى عليه موسى عليه السلام التراب؛ انتهى، فوقفنا قبالة ذلك وقرأنا الفاتحة ودعونا اللّٰه تعالى ثمّ ذهبنا إلى مسجد القبلتين. . .» 1.
زيارة مسجد القبلتين
قال المؤلّف: «. . . دخلنا إليه [ مسجد القبلتين ] متبرّكين به، ورأينا في داخله محراباً إلى جهة القبلة وفي خارجه محراباً آخر إلى جهة بيت المقدس، وهو مسجد قديم رثّ البنيان، بعضه متهدِّم. . . فدخلنا إلى داخله وصلّينا ركعتين إلى محرابه الذي نحو الكعبة ودعونا اللّٰه تعالى، وقد بلغنا أنّ بعض الجهّال من الحجّاج يصلّي ركعتين إلى المحراب الذي نحو بيت المقدس بقصد التبرّك بالقبلة الاُولى، بأمر الجهّال من المزورين، وهو فعل حرام لا يجوز، بل المعتمد لذلك يخشى عليه الكفر، ولا حول ولا قوّة إلّاباللّٰه العليّ العظيم» 2.
زيارة المساجد الخمسة
قال المؤلّف: «ثمّ ذهبنا مع الاخوان إلى زيارة المساجد الخمسة بين هاتيك الجبال فابتدأنا بالصعود إلى مسجد الفتح الذي هو أعلى الجميع. . . ثمّ نزلنا إلى المسجد الذي في أسفل الجبل، المعروف بمسجد أبي بكر. . . ثمّ دخلنا إلى مسجد سلمان الفارسي. . . ثمّ ذهبنا إلى مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله الذي بات فيه ليلة الأحزاب، وهو مسجد واسع ليس له سقف، فدخلنا إليه ودعونا اللّٰه تعالى فيه، وهو مكان يقال له شعب بني حرام. . . وهو الذي الآن يسمّى مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله؛ لأنّه صلّى فيه، وتحوّلهم