243إلى المدينة 1.
بعد هذه الإطلالة، يشرع في وصف مظهر الحرم النبوي الشريف، فالمسجد متوازي الأضلاع يناهز الأربعمائة وعشرين قدماً في الطول والثلاث مائة وأربعين في العرض، وهو مثل سائر المباني الدينيّة الإسلامية المعتادة مبنىٰ فيه ساحة وسطىٰ مكشوفة تسمّى الصحن، أو الحوش. . يحيط بها بهو له صفوف عديدة من الأعمدة على شاكلة الأديرة الايطالية. والأروقة فيها سقوف منبسطة، لكنّها مقبّبة من فوق بقبب تشبه القبب الأسبانية نصف التاريخية. .
ويمتدّ على طول الجدار الشمالي القصير من داخله الرواق المجيدي المسمّىٰ باسم السلطان الحاكم (عبد المجيد) ، كما يشغل الجدار الغربي الطويل رواق باب الرحمة، والجدار الشرقي رواق باب النساء، ويستمدّ الرواق الأخير اسمه هذا من قربه من قبر السيّدة فاطمة عليها السلام ويدخل النساء منه عندما يردن زيارة القبر المطهّر.
ويحتضن الطول الداخلي للجدار الجنوبي القصير صفّ الأعمدة الرئيس المحيط بالروضة، أي الموضع المحتوي على جميع ما هو مقدّس في الحرم.
وهذه الأروقة الأربعة المقدّسة من الخارج تحملها من الداخل أعمدة تختلف بعضها عن بعض في الشكل والمادّة. وقد بُلّط الرواق الجنوبي الذي يقوم فيه الضريح بقطعة جميلة من الرخام الأبيض المشغول بشغل التطعيم، المغطّىٰ هنا وهناك بالحصر الخشنة التي فُرش فوقها السجّاد غير النظيف المتآكل بأرجل المؤمنين 2.
ثمّ يستعرض المنائر في الحرم الشريف، ويبلغ عددها خمساً، لكن منارة واحدة هي الشكيلية التي تقوم في الزاوية الشمالية الشرقية من المبنىٰ قد هُدّمت وما تزال تُبنىٰ بشكل جديد. أمّا المنائر الأربعة الاُخرى فهي؛ منارة باب السلام، منارة باب الرحمة، المنارة السليمانية المسمّاة باسم بانيها السلطان سليمان القانوني، والمنارة الرئيسية.
ويقول بورتون: إنّ هذه الأخيرة سُمّيت رئيسيّة؛ لأنّها مخصّصة لرؤوساء المؤذِّنين. . وتعلّق بمنصّات المنارتين الأخيرتين مصابيح نفطية في الأعياد