244والمناسبات، مثل مناسبة وصول موكب الحجّ الشامي 1.
أمّا الأروقة والأعمدة المحيطة بالصحن المربّع المكشوف في الوسط أيضاً، فيمضي في وصفها بإسهاب، مبدياً عدم إعجابه فيما راح يعدّدها:
«ومن بين هذه الأعمدة التي لا تستحقّ الثناء، هناك ثلاثة لها شهرة في تاريخ الإسلام، ولذلك كُتبت أسماؤها عليها بالدهان، وتتمتّع خمسة اُخرىٰ بشرف التسميات المشهورة، فيسمّى الأوّل «المخلق» لأنّه لطّخ بالخلوق في مناسبة من المناسبات. . ويقع هذا بالقرب من المحراب النبوي إلى يمين المكان الذي يصلّي فيه الإمام، كما يدلّ على البقعة التي كان الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله قبل اختراع المنبر يتّكئ فيها على «الاسطوانة الحنانة» ويلقي خطبة الجمعة، والعمود الآخر هو ثالث عمود من المنبر وثالث من الحجرة، ويسمّىٰ «عمود عائشة» وكذلك «اسطوانة القرعة» لأنّ الرسول على ما تقول بعض الروايات صرّح قائلاً: إنّ الناس حينما يعرفون قيمة هذا المكان سوف يستعينون بالقرعة للصلاة فيه، ويذكر في بعض الكتب باسم «عمود المهاجرين» ، كما أنّ آخرين يسمّونه «المخلق» كذلك.
وعلى بُعد عشرين ذراعاً من عمود عائشة، وعمودين من الحجرة، وأربعة أعمدة من المنبر يقع «عمود التوبة» أو عمود أبي لبابة، وقد سمّي كذلك على إثر حادثة وقعت لأبي لبابة أحد الأنصار. . أمّا الأعمدة التي تقلّ في شهرتها فهي «اسطوانة السرير» التي كان من عادة النبيّ أن يجلس في موقعها للتأمّل فوق سريره المتواضع المصنوع من جريد النخل. وتشير «اسطوانة علي» إلى المكان الذي كان الإمام علي يصلّي فيه إلى جنب ابن عمّه النبيّ. وفي موقع «اسطوانة الوفود» كان النبيّ صلى الله عليه و آله يستقبل الوفود والرسل والمبعوثين من البلاد الاُخرى، وتدلّ «اسطوانة التهجّد» على المكان الذي كان النبي يمضي ليله فيه مصلّياً متهجّداً. وأخيراً «مقام جبرائيل» الذي لم يجد بورتون تفسيراً لاسمه الآخر «مربعة البعير» .
وتطلّ الأروقة الأربعة في مسجد