195المسيحيّة، تعتبر أنّ بيت المقدس وما حوله من آثار ومشاهد مركزها الروحي الأصيل.
فقد جاء في «دائرة المعارف اليهوديّة» 1ما يلي:
«إنّ الحجّ إلىٰ بيت المقدس الذي كان يدعى بالزيارة يؤدى في زمن ثلاثة أعياد (وهي عيد الحصاد، وعيد الفصح، «اليهودي» ، وعيد المظال) وكان الحجّ فريضة علىٰ جميع اليهود، باستثناء الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، والإناث، والعميان. . . وكانت الشريعة الموسويّة توجب علىٰ كلّ «حاج أو زائر» أن يأخذ معه «تقدمة للرب» . . . وهناك مشاهد وضرائح وأمكنة، تُشد إليها الرحال في كلّ قطر وبلد» .
كذلك في الديانة المسيحيّة، فإنّ الحجّ 2«اسم للرحلة التي يقوم بها الإنسان لزيارة المشاهد المقدّسة، مثل مشاهدة الحياة الدنيويّة لسيّدنا عيسىٰ عليه السلام في فلسطين، أو مراكز زعماء الدين المقدّسة في «روما» أو الأمكنة المقدّسة التي تنسب إلى المقبولين من الزّهاد، والشهداء» .
«وقد شاعت زيارة مشاهد روما من القرن الثالثعشر علىٰ حساب زيارة الأرض المقدّسة، وإن لم تنقطع زيارة الأرض المقدّسة بتاتاً، وكانت «روما» المدينة التي تلي بيت المقدس في الأهميّة» .
أمّا الديانات الهنديّة (كالبوذيّة والبرهمية) فقد كثرت فيها المشاهد والمعابد «وأكثر هذه المشاهد والأمكنة المقدّسة علىٰ ساحل نهر «الكنج» المقدس، يجتمع فيهاأهل البلاد في عدد هائل للاغتسال في النهر المقدس، ومنها ما يجتمعون فيها سنويّاً، أو عدّة مرات في السنة. . .» 3.
إنّ ظاهرة الحجّ والزيارة لدىٰ كلّ من هذه الديانات وغيرها، تتميّز بخصائص وسمات محدّدة انطلاقاً من الموقع الذي تحتلّه في النظمة العامّة للديانة المعيّنة، كما تلعب هذه الظاهرة في كلّ من هذه الديانات والأمم أو الشعوب التي