153تقول الناس فيك ما قالت النصارى لقلتُ فيك مقالاً.
وورد في صحيح الأثر، عن الفاروق عمر أنّه قال: «لولا عليٌّ لهلكَ عُمر» .
ولم ينكر عليه أحدٌ من الصحابة، إلى غير ذلك.
وكذا الحلف بغير اللّٰه إن اُريد به الحلف على جهة إثبات الدعوى، كان خارجاً عن الشريعة، وإلّا لم يكن قسماً على الحقيقة.
والحديث الذي فيه: «من حلف بغير اللّٰه، فقد أشرك» 1محمول على حقيقة الحلف، وسيجيء تفصيله في المقصد الخامس. وكذلك إطلاق اليد، والرِجل، والقدم، وغير ذلك بالنسبة إلى اللّٰه على الحقيقة، لا يُوافق الطريقة من غير تأويل، لم يتوهّمه سوى نزر قليل.
مع أنّه روى أبو هريرة عن النبيّ صلى الله عليه و آله: أنّ النار لا تمتلئ حتّى يضع اللّٰه رجله فيها 2. وعن أنس عن النبيّ صلى الله عليه و آله: أنّ النار لا تمتلئ حتّى يضع اللّٰه قدمه فيها 3.
ومن ذلك نسبة الضحك والعجب إلى اللّٰه تعالى، فإنَّ إرادة الحقيقة بعيدة عن الطريقة؛ مع أنّ أبا هريرة روى عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: لقد عجب اللّٰه، أو ضحك اللّٰه، عن (فلان) و (فلانة) ، ونقل قصّته 4.
فباختلاف المعاني اختلفت المباني، وكذلك في مسألة الأفعال، فإنّها شبيهة الأقوال، فإنّ القيام للتواضع قد ورد النهي عنه.
روى أبو أسامة عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه خرج مُتّكئاً على عصى، فقمنا له، فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم بعضهم لبعض، رواه أبو داود 5.
وروى ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: لا يقوم الرجل من مجلسه، ثمّ يجلس فيه، ولكن تفسّحوا وتوسّعوا 6.
وعن أنس أنّه قال: لم يكن شخصٌ أحبّ إليهم من النبيّ صلى الله عليه و آله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك، رواه الترمذي، وقال: هذا خبرٌ صحيح 7.
فينبغي أن ينزل المنع على قيام خاصّ؛ كأن يقوم منحنياً على نحو ما