82إضافةً إلى ذلك، فإنّ ما ذكره الطبريّ من نصوص في كتابه (مناقب أهل البيت عليهم السلام) رغم قوة شوكة الحنابلة في بغداد وقتئذ وتسلّطهم عليها، يمكن أن تكون خير شاهد على أنّ الطبريّ كان شيعيّاً وليس رافضياً. بل وهناك روايات تدلّ صراحةً ودون أيّ التباس على كونه شيعيّاً إماميّاً إثنيعشريّاً. من جملة تلك الروايات، تلك التي ذكرها ابن طاووس في كتاب (اليقين) وفيها دلالة واضحة على أنّ سلمان [ الفارسيّ ] نقل عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قوله: «إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصيّي ووارثي و قاضي ديني وعدتي وهو الفاروق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المسلمين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجلين والحامل غداً لواء ربّ العالمين. هو وولده من بعده. ثمّ من الحسين ابني، أئمة تسعة هداة مهديّون إلى يوم القيامة.
أشكو إلى اللّٰه جحود أُمّتى لأخي وتظاهرهم عليه وظلمهم له وأخذهم حقّه» .
ولأهميّة النصّ المذكور لديه ونقله على لسان الطبريّ، كتب ابن طاووس يقول: «إذا لم يكن في الإسلام حديث معتمد قد نُقِل إلّاهذا (الذي ينقله لنا الطبريّ الذي ما علمناه إلّاممدوحاً موثوقاً) لكان ذلك حَسب عليّ بن أبيطالب، والنبيّ صلى الله عليه و آله الذي صرّح باستقرار الإمامة في وُلد عليّ» 1.
القاضي نُعمان وكتاب الولاية:
يُعتَبر كتاب (شَرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام) الذي صنّفه القاضي نُعمان بن محمّد التميميّ المغربيّ الإسماعيليّ المذهب (ت: 363) من أقدم المصادر التي تفرّدت بحصة الأسد في الاقتباس عن كتابي (الولاية) و (مناقب أهل البيت) للطبريّ. ولكن، وممّا يُؤسَف له أنّ الكتاب المذكور مع تصريحه بنقل معظم رواياته عن كتاب الطبري إلّاأنّ مؤلفه أسقط اسناد الكثير من الروايات المنقولة سوى النّزر اليسير منها، الأمر الذي أفقد الكتابَ اعتباره وأهميّته. فعلى سبيل المثال كتب القاضي نعمان تعليقاً بعد نقله لخبر «أنتَ أخي ووصيّى وخليفتي من بعدي» يقول فيه: