81كما هو الحال مع الصاحب بن عباد - فإنّ هذا الإشكال قائم وباقٍ.
وبعد تجاوز مسألة النسبة بين الخوارزميّ والطبريّ، نواجه أمراً آخر لا يقلّ أهميّة عن سابقه، وهو نسبة أبي بكر الخوارزميّ نفسه إلى التّشيع والرّفض من خلال بَيتين للشعر ثم يُرجع ذلك إلى كون أخواله هم من الشيعة أيضاً.
كتب ياقوت الحمويّ (ت: 626) في مادة (آمل) 1ما نصّه:
«ولذلك قال أبو بكر محمّد بن العباس الخوارزميّ، وأصله من آمل أيضا، وكان يزعم أن أبا جعفر الطبريّ خاله:
بآمُل مولدي وبنو جريرٍ
وكذب، لم يكن أبو جعفر ، رحمه اللّٰه، رافضياً، وإنّما حَسدته الحنابلة فرموه بذلك، فاغتنمها الخوارزميّ، وكان سبّاباً رافضياً مُجاهراً بذلك متبجّحاً» .
وكتب عبد الجليل القزوينيّ 2كذلك يقول:
«وأبو بكر الخوارزميّ معروف بتشيّعه ولا ينكر أحد من الفضلاء قَدره ومنزلته وفضله. والبيتان التاليان يدلّان على حقيقة ذلك وإن كان المصنّف (ويعني بذلك الشخص الذي ألّف عبد الجليل كتابه - النّقض - للردّ عليه) يعتقد بعدم تسمية الشيعيّ نفسه ب (أبي بكر) :
بآمُل مولدي وبنو جريرٍ
والمصرع الأول للبيت الثاني هنا وإن كان يشبه مثيله الذي ذكره ياقوت الحمويّ إلّاأنّه يبدو صحيحاً أكثر من سابقه. وأورد ابن فندق البيهقي كذلك البيت الأوّل دون الثاني 3.