80إذاً، ومع كلّ تلك التّصاريح لا يبقى بوسع أحد تفنيدها بأيّ شكل من الأشكال، إلّاياقوت وحده حيث شكّك في هذا الأمر حين قال: «وكان يزعم أن أبا جعفر الطبريّ خاله» 1.
هذا وقد قام الأقا محمّد علي الكرمانشاهي 2، مؤلّف (روضات الجنّات) 3وصاحب (أعيان الشيعة) 4بمساعدة القاضي نور اللّٰه الشوشتريّ 5بالردّ على ياقوت مبرهناً على كون الخوارزميّ هو ابن أخت الطبريّ الشيعيّ وهو لا ريب يناقض ما ورد في النّصوص التأريخيّة 6.
وأمّا محمد حسين الأعرجيّ فقد أورد إشكالاً في مقدمة كتاب (الأمثال) للخوارزميّ 7حول تأريخ ولادة الخوارزميّ وتزامن ذلك مع فترة حياة الطبريّ المؤرخ، يريد بذلك دَحض مسألة كون الخوارزميّ ابن أخت الطبريّ. وتجدر الإشارة إلى أنّه لو ثبتت معاصرة محمد بن جرير الشيعيّ للطبريّ المؤرّخ فإنّ الإشكال عينه أيضاً سيبرز إلى السطح. إضافةً إلى ذلك فإنّ الفترة من وفاة الطبريّ المؤرّخ (ت: 310) إلى الفترة التي عاش خلالها الخوارزمي والتي تبلغ (73) سنة تبدو نادرة بعض الشيء، لكنّها قد تصدق في نفس الوقت.
ثم ليس بالضرورة أن يكون الخوارزميّ ابن أخت الطبريّ مباشرةً، فقد يكون مثلاً حفيد أخت الطبريّ. على أيّة حال، المهمّ لدينا هنا هو النّصوص التأريخيّة وخصوصاً تلك المدوّنة في كتاب (تاريخ نيسابور) ، فمؤلّف هذا الكتاب أعلم مِن أن يكون قد جهل شخصية الطبريّ المؤرّخ، أو أن يكون قد خلط بينه وبين غيره. ونتيجة لهذا لا يعقل أن يذكر الحاكم النيسابوريّ أمراً كهذا بالصدفة، ثم من ناحية أخرى يقوم أبو بكر الخوارزميّ بالإشارة إلى نفس الموضوع صراحةً في شعره. ومهما يكن من أمر، فبالرغم من كون مؤلفات الطبريّ المورّخ لا تمتّ إلى الإمامية ولا التّشيّع بصلة، وبالرغم كذلك من عدم وجود نصّ تأريخيّ يثبت ولو بقَدر ضئيل كون أبيبكر الخوارزميّ كان إماميّ المذهب 8- برغم تشيّعه الشديد