79كلّ ما في الأمر أنّ أبا بكر محمّد بن عباس الخوارزميّ (316 - 383) 1الأديب المعروف والشاعر الذائع الصيت في العصر البويهيّ والمعروف بتشيّعه 2كان ابن أخت الطبريّ، وهو نفسه يُشير إلى ذلك في أبيات شعريّة ذاكراً أنّه أخذ تشيّعه عن أخواله (أي عائلة ابن جرير الطبري هذا) .
هذا وقد ثبتت نسبة الخوارزميّ إلى الطبريّ بكون الأخير خاله وذلك في نصوص المصادر القديمة من جملتها ما كتبه السّمعانيّ (ت: 562) في ذيل مدخل الخوارزميّ حيث قال: «. . . والشاعر المعروف أبو بكر محمد بن العبّاس الخوارزميّ الأديب، وقيل له: الطبريّ لأنّه ابن أخت محمد بن جرير بن يزيد الطبريّ» 3. وذكر هذا المسألة كذلك كلّ من ابن خلكان 4، شمس الدين الذهبيّ 5، الصفديّ 6، ابن عماد الحنبليّ 7، اليافعيّ 8وغيرهم.
وربما اقتبس هؤلاء هذه النكتة من بعضهم البعض، لكنّ النصّ الأهمّ والأقدم من كلّ ما سبق، حتى من نصّ السمعانيّ نفسه، هو النصّ الذي كتبه الحاكم النيسابوريّ (ربيع الأول من عام 321 - صفر عام 405) في كتابه المفقود (تاريخ نيسابور) والذي ذكر فيه كلّ تلك الأمور 9.
وكتب ابن فندق البيهقيّ في شرحه للتأليفات التأريخية يقول: «ثم صنّف بعده محمد بن جرير الطبريّ (وهو خال أبو بكر الخوارزميّ الأديب) (التاريخ الكبير) ، وقد قادني ذلك إلى معرفة نسب محمّد بن جرير المؤرّخ كما ذكر هذا الحاكم أبو عبد اللّٰه الحافظ في (تاريخ نيسابور)» 10. وكتب في مكان آخر أيضاً: «وكان الخواجة أبو القاسم الحسين بن أبي الحسن البيهقي رجلاً شجاعاً شهماً وكانت ملوك عصره تعزّه وتقدّره. والدته هي بنت أبي الفضل بن الأستاذ العالم أبي بكر الخوارزميّ.
والأستاذ العالم الفاضل أبو بكر الخوارزميّ هو ابن أخت محمّد بن جرير الطبريّ والذي إليه يُنسبون كتابي (التاريخ) و (التفسير) وقد ذكر هذا الحاكم أبو عبد اللّٰه الحافظ في كتابه (تاريخ نيسابور)» 11.