74أمير المؤمنين عليّ بما انتهى إليه ولم يتم الكتاب، وكان ممّن لايأخذه في دين اللّٰه لومة لائم. . .» 1.
وهناك إشارات واضحة كذلك إلى الإشكال الذي صدر عن أبي بكر عبد اللّٰه ابن أبي داود سليمان السّجستانيّ في مؤلفات الشيعة في مجال علم الكلام عند بحث مسألة حديث الغدير، وأُشير أيضاً إلى تصدّي الطبريّ للسجستانيّ هذا. فمن جملة تلك الإشارات ما ورد عن السيد الشريف المرتضى في (الذخيرة) حيث أبطل كلام السجستانيّ مشيراً إلى مواجهة الطبريّ له 2.
وعبّر المرتضى كذلك في (الشافي) عمّا صدر عن السجستاني بأنّه مجرد إشكال محض مشيراً إلى أنّ جميع الرواة من سُنة وشيعة قاموا بنقل حديث الغدير المتنازَع عليه. وإلى جانب ما ذكره من أنّ وجهة نظر السجستاني ليست إلّاوجهة نظر شاذّة وفريدة من نوعها، ونقل الشريف المرتضى كلام السجستانيّ الذي ينكر فيه حديث الغدير وذلك في خضم مواجهته للطبريّ ومنازعته في المسألة إيّاها 3.
وقد ورد في هذه المصادر أيضاً أنّ السجستانيّ فنّد هذه النسبة مصرّحاً بأنّه لا ينكر أصل الحديث وحسب، بل وينكر كذلك وجود مسجد باسم مسجد غدير خمّ حتى ذلك التاريخ.
وكتب أبو الصلاح الحلبيّ في (تقريب المعارف) مشيراً إلى تواتر حديث الغدير يقول:
«ولايقدح في هذا ما حكاه الطبريّ عن ابن أبي داود السجستاني من انكار خبر الغدير. . . على أنّ المضاف إلى السجستاني من ذلك موقوف على حكاية الطبري، مع ما بينهما من الملاحاة والشنآن، وقد أُكذب الطّبري في حكايته عنه، وصرّح بأنه لم ينكر الخبر وإنما أنكر أن يكون المسجد بغدير خم متقدّماً وصنّف كتاباً معروفاً يتعذّر مما قرفه به الطبري ويتبرّأ منه» 4.