73غدير خمّ فقال:
ثمّ مَرَرنا بغدير خمّ
كم قائل فيه بزور جَمّ
على عليٍّ والنبيّ الأميّ
وبلغ أبا جعفر ذلك، فابتدأ بالكلام في فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام وذكر طريق حديث خُمّ، فكَثُر الناس لاستماع ذلك واستمع [ اجتمع ] قوم من الرّوافض من بسط لسانه بما لايَصْلُحُ في الصّحابة فابتدأ بفضائل أبي بكر وعمر» 1.
ويُلاحظ في النصّ السابق عدم ذِكر اسم الشخص الذي طرح هذا الإشكال، لكنّ شمس الدين الذهبيّ يعطي صورة أوضح لهذه المسألة مقتبساً قوله من أبي محمد عبد اللّٰه بن أحمد بن جعفر الفَرَغانيّ (الذي اعتبره الذهبيّ صديقاً للطبريّ 2وأنّه هو الذي قام بنقل أغلب ما نعلمه عن الطبريّ، وهو الذي وشّح كتاب التاريخ للطبريّ بحاشيته) 3. يقول الذهبيّ:
«ولمّا بلغه [ الطبريّ ] أنّ ابن أبي داود تكلّم في حديث غدير خمّ، عمل كتاب الفضائل وتكلّم على تصحيح الحديث» 4.
وفي مكان آخر حينما عدّ ما ألّفه الطبري من الكتب يقول الذهبيّ:
«ولمّا بلغه أنّ أبا بكر بن أبي داود تكلّم في حديث غدير خمّ، حمل كتاب الفضائل، فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلّم على تصحيح حديث غدير خمّ، واحتجّ لتصحيحه» 5.
والفرغانيّ هو القائل لهذه الكلمات وابن عساكر هو الذي نقلها بأكملها، فقد كتب يقول بعد أن عدّ مؤلفات الطبريّ بالتّفصيل:
«ولمّا بلغه أن أبا بكر بن أبي داود السجستانيّ [ ت 316 ] تكلّم في حديث غدير خمّ عمل كتاب الفضائل، فبدأ بفضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رحمة اللّٰه عليهم، وتكلّم على تصحيح حديث غدير خمّ واحتجّ لتصحيحه وأتى من فضائل