66صحيح أنّ هناك واحداً أو اثنين من الشّخصيات سميت كذلك باسم (الطبريّ) وأنّ أحدهم هو الطبريّ الشيعيّ صاحب كتاب (المسترشد) 1والآخر هو الطبريّ مؤلّف كتاب (دلائل الإمامة) 2، إلّاأنّ نسبة ذلك الكتاب (وأعني كتاب الولاية) وهو كتاب بُيّنت فيه طُرُق حديث (الغدير) إلى ذلك العالِم الشيعيّ لا يمكن أن يدلّ إلّاعلى جهل تامّ بالمعلومات الواردة في النصوص التأريخية المتقنة؛ وباختصار ليس ذلك إلّارَجماً بالغيب والظنون التي لا تستند إلى أيّ أساس تأريخيّ على الإطلاق 3.
عنوان الكتاب:
لقد أُطلِقت أسماء مختلفة على كتاب الطبريّ، كما جرت العادة على ذلك وكما هو الحال مع الكثير من الرسائل والكتب القديمة، ويمكننا تعليل ذلك في كون أنّ الأوائل كانوا يطلقون على بعض الكتب تسميات متعددة وذلك حسب ميولهم وحسب ما يقتضيه الموضوع العام للكتاب نفسه معتقدين بتناسب تلك التسميات مع ما تتضمّنه تلك الكتب من محتويات. إضافة إلى ذلك يبدو أنّ بعضاً من تلك التسميات يشير إلى مجموعة من الموضوعات المتنوعة والمكتوبة جنباً إلى جنب، وقد تشير تسميات أخرى إلى بعض أقسام أو فصول الكتاب نفسه والتي قد تُكتَب أحياناً بصورة مستقلة. فعلى سبيل المثال العنوان الذي ذكره ابن طاووس على أنّه عنوان الكتاب الذي ألّفه الطبري هو عنوان يمكن أن يشمل كذلك موضوع حديث الولاية وهو الموضوع الذي غدا بعد ذلك كتاباً مستقلاً بحدّ ذاته، إضافة إلى استخدام عنوان كتاب (الولاية) وتكرار ذكره من قِبَل الدّارسين والمطالعين لهذا الكتاب، فقد ذكره كذلك ابن شهراشوب في كتاب ببليوغرافيّ معروف وأشار إليه بالحرف الواحد 4.
وورد عنوان آخر للكتاب نفسه في الرجال للنجاشيّ، وهو: (الردّ على الحرقوصية) مؤكداً على أنّه كتاب للطبريّ (المؤرّخ السنيّ المعروف) مشيراً إلى أنّه