67قد تناول في الكتاب المذكور مسألة (حديث الغدير) حيث قال: «له كتاب الردّ على الحرقوصية، ذكر (فيه) طرق خبر يوم الغدير» 1.
وصرح ابن طاووس كذلك أنّ الطبري سمّى كتابه (الردّ على الحرقوصية) 2، ويعتقد ابن طاووس أنّ السبب الذي دعا الطبريّ إلى تسمية كتابه بهذا الاسم هو كون أحمد بن حنبل ينحدر نسبه من حرقوص بن زهير زعيم الخوارج 3. وأما (روزنثال) فقد احتمل أن تكون تسمية الكتاب قد جاءت بسبب احتقار الطبريّ أبا بكر بن أبي داود السجستانيّ وازدرائه وهو الأمر الذي دعاه إلى تأليف كتاب (الولاية) كردّ على السجستانيّ هذا، مشيراً إلى أنّ كلمة (حرقوص) في اللغة تعني (ذبابة) أو (دويبة نحو البرغوث) 4. وربما أمكننا إضافة الاحتمال التالي إلى ما سبق وهو أنّ الطبريّ في استخدامه لهذا الاسم أراد الإشارة إلى فلسفته في تصنيف هذا الكتاب للردّ على شخص ناصبيّ إذا ما علمنا أنّ الخوارج كانوا أعداءً لعليّ عليه السلام وأنّ زعيمهم كان حرقوص بن زهير، ومن هنا استلهم الطبريّ اسم كتابه يريد بذلك إظهار الحنابلة المتطرفين بمظهر الخوارج والناصبين، وبذلك ينتفي الزّعم القائل بكون الاسم مستوحًى من نسب أحمد بن حنبل.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ العنوان (رسالة في طرق حديث الغدير) يتلاءم تماماً مع مضمون الكتاب الذي أطلقت عليه هذه التسمية ودون أيّ التباس أو إبهام 5. وموازاةً مع ما ذُكِر، فقد أورد (كالبرگ) عنوان كتاب (الولاية) وكتاب (المناقب) في موضعين، في حين يشير هو شخصياً إلى إمكانية كون كتاب (الولاية) جزءاً من كتاب أشمل يدعى كتاب (الفضائل) أو كتاباً آخر بعنوان (المناقب) 6.
وأما كلّ من استند إلى هذا الكتاب أو تدارسه أو اقتبس منه فقد أشار إليه تارةً على أنّه كتاب (فضائل عليّ عليه السلام) أو (المناقب) تارةً أخرى، لكنهم جميعاً قاموا بنقل حديث الغدير من هذا الكتاب تماماً، كما فعل البعض من أمثال ابن