288ولكنّ اللّٰه سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله، تمييزاً بالاختبار لهم، ونفياً للاستكبار عنهم، وإبعاداً للخيلاء منهم» .
وهكذا الحال في تفسيره عليه السلام للأنبياء في استضعافهم وخصاصتهم:
«ولو كانت الأنبياء أهل قوّةٍ لا تُرام، وعزّةٍ لا تُضام، ومُلكٍ تمتدُّ نحوه أعناق الرجال، وتشدُّ إليه عُقد الرحال، لكان ذلك أهون على الخلق في الاعتبار، وأبعد لهم في الاستكبار، ولآمنوا عن رهبةٍ قاهرةٍ لهم، أو رغبةٍ مائلةٍ بهم، فكانت النيّات مشتركة، والحسنات مقتَسَمة» !
الكعبة: الامتداد التاريخي
من خلال خطبة القاصعة ندرك أنَّ إبراهيم عليه السلام لم يكن هو المؤسّس الأوّل لبنائها:
«ألا ترون أنّ اللّٰه سبحانه اختبر الأوّلين من لدن آدم - صلوات اللّٰه عليه - إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضرّ ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياماً» .
يتجلّىٰ من خلال هذا النصّ أنّ البيت الحرام من لدن آدم عليه السلام. . وقد يشير إلى ذلك قوله تعالىٰ: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا. . . ، حيث يمكن أن نفهم من الآية أنّ القواعد كانت موجودة، وقد عمل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام على رفعها.
وقد يكون قوله تعالىٰ: إنّ أوّل بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً 1، شاهداً على ذلك.
وممّا يؤيّد ذلك الروايات الكثيرة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام وغيرهم والتي تتحدّث عن (دحو الأرض) من تحت الكعبة، نذكر منها ما جاء في علل الصدوق عن الإمام الباقر عليه السلام.
«لمّا أراد اللّٰه أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن متن الماء حتىٰ صار موجاً ثمّ