289أزبد فصار زبداً واحداً فجمعه في موضع البيت، ثمّ جعله جبلاً من زبد ثمّ دحى الأرض من تحته، وهو قول اللّٰه: إنَّ أوّل بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً فأوّل بقعةٍ من الأرض الكعبة، ثمّ مدّت الأرض منها» 1.
يرى العلّامة الطباطبائي أنّ «الأخبار في دحو الأرض من تحت الكعبة كثيرة، وليست مخالفة للكتاب، ولا أنَّ هناك برهاناً يدفع ذلك» .
كما يرى العلّامة أنّ ما ورد من الروايات من أنّ الكعبة أوّل بيت بمعنى أوّل بقعة من الأرض، وأنّ الظاهر من قوله تعالى: إنَّ أوّل بيت وضع للناس للذي ببكّة مباركاً ما تشتمل عليه الروايات التي تقول: «قد كان قبله بيوت، ولكنّه أوّل بيت وضع للناس مباركاً» ، أو «كانت البيوت قبله، ولكنّه كان أوّل بيت وضع للعبادة» .
بينما يرى العلّامة الطبرسي أنّ الآية فيها دلالة على أنّه «لم يكن قبله بيت مبني، وإنّما دُحيت الأرض من تحتها، وهو أوّل بيت ظهر على وجه الماء عند خلق اللّٰه تعالى السماء والأرض من تحتها. . .» ، ثمّ أمر اللّٰه تعالى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام «ببنيان البيت على القواعد» 2.
وينقل الطبرسي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام، حيث سئل عن الحطيم - وهو ما بين الحجر الأسود والباب - لِمَ سمّى الحطيم؟ قال عليه السلام: «لأنّ الناس يحطّم بعضهم بعضاً، وهو الموضع الذي فيه تاب اللّٰه على آدم عليه السلام» 3.
والبحث التاريخي يحتاج إلى وقفةٍ أكثر تفصيلاً لا يسع لها المقام.
الهوامش: