285آدم عليه السلام فوضعت في ذلك الركن لعلّة الميثاق، وذلك أنّه لمّا أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريّاتهم حين أخذ اللّٰه عليهم الميثاق في ذلك المكان. .
وأمّا القُبلة والاستلام فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق، وتجديداً للبيعة ليؤدّوا إليه العهد والميثاق، وتجديداً للبيعة ليؤدّوا إليه العهد الذي أخذ اللّٰه عليهم في الميثاق، فيأتوه في كلِّ سنة ويؤدّوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين أخذا عليهم. ألا ترى أنّك تقول: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة.
وواللّٰه ما يؤدّي ذلك أحدٌ غير شيعتنا - إلى أن قال: - وذلك أنّه لم يحفظ ذلك غيركم، فلكم واللّٰه يشهد، وعليهم واللّٰه يشهد بالخفر 1والجحود والكفر. . .» 2.
وروى الصدوق مثله في (علل الشرائع) عن أبيه عن محمّد بن يحيىٰ 3.
وجاء في (علل الشرائع) عن عبداللّٰه بن سنان قال: «بينا نحن في الطواف إذ مرَّ رجل من آل عمر فأخذ بيده رجل فاستلم الحجر فانتهره وأغلظ له وقال له: بطل حجّك، إنّ الذي تستلمه حجر لا يضرّ ولا ينفع، فقلت لأبي عبداللّٰه عليه السلام. . .
فقال عليه السلام: كذب ثمّ كذب ثمّ كذب. إنّ للحجر لساناً ذلقاً يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة - ثمّ ذكر حديث خلق آدم وأخذ الميثاق على ذريّته، وأنّ الحجر التقم الميثاق من الخلق كلّهم، إلى أن قال: - فمن أجل ذلك أمرتم أنْ تقولوا إذا استلمتم الحجر:
أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة» 4.
ولهذاكان الناسمنذ عصرالنزول يتقاتلون على استلام الحجر الأسود وتقبيله، رغم استحباب ذلك وعدم وجوبه، ولشدّة الزحام على استلامه كان الإمام الصادق عليه السلام يترك ذلك لمن يستغرب عليه فعله: «أكره أن أؤذي ضعيفاً أو أتأذّى» 5.
وقد أجاب عن سؤال حول امرأة حجّت وهي حبلى يزاحم بها حتى تستلم الحجر؟ فقال عليه السلام: «لا تغرّروا بها» 6.