231الثانية عمّاً آخر غير زيد الذي اشترى الكتاب، وكذلك لو قال: مطرت السماء البارحة مطراً عظيماً؛ وأنا احتفظت بشيء من ماء المطر، فإن العرف يفهم أن ما احتفظ به من ماء المطر هو من مطر البارحة، وإن كان يحتمل أنه احتفظ بماء مطر اليوم الماضي أو الشهر الماضي، والحقّ أنّ مثل هذا الاحتمال بعيد جدّاً.
القرينة الثانية: آية التبليغ
حدّث الحافظ الكبير الحسكاني الحنفي النيسابوري بسنده المتصل إلى ابن عباس في قوله عز وجل:
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ (63) إنها نزلت في علي.
أمر رسول اللّٰه أن يبلغ فيه فأخذ رسول اللّٰه بيد علي فقال: من كنتُ مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» (64) .
وحدث الحافظ الحسكاني بسنده إلى أبي صالح «عن ابن عباس وجابر ابن عبد اللّٰه قالا: أمر اللّٰه محمداً أن ينصب علياً للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول اللّٰه أن يقولوا حاباً ابن عمه يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى اللّٰه إليه: «يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك. . . فقام رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بولايته يوم غدير خم» (65) .
وقال علي بن إبراهيم: «إن هذه الآية يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ. . . نزلت في علي عليه السلام (66) .
وقد ذكر غير واحد أن هذه الآية نزلت في حق علي عليه السلام في غدير خم، فقد نقل المالكي في الفصول المهمة عن الإمام أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول رفعه إلى أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت يوم غدير خم في علي ابن أبي طالب، ورواه صاحب فتح القدير عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابي سعيد الخدري، وكذلك في تفسير الدر المنثور للسيوطي (67) ومع هذا فإن السيوطي في لباب المنقول في أسباب النزول قال:
أخرج الحاكم والترمذي عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه و آله يُحرس حتى نزلت