232هذه الآية واللّٰه يعصمك من الناس فأخرج رأسه من القبة فقال: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني اللّٰه. في هذا الحديث دليل على أنها. . . أي الآية ليلية فراشية! ! أي والرسول في فراشه» (68) .
ولم تذكر عائشة (رض) شيئاً عن الشطر الأول من الآية، ولا عن الشيء المهم الذي إذا لم يبلغه النبي صلى الله عليه و آله فكأنه لم يبلغ شيئاً! ! وكأن الآية الواحدة نزلت شطرين! .
القرينة الثالثة: آية إكمال الدين
روى الخطيب البغدادي بسنده عن أبي هريرة، قال: «لما أخذ رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين؟
قالوا: نعم يارسول اللّٰه.
قال: فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك ياابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
قال: فأنزل اللّٰه عز وجل اليوم أكملت لكم دينكم .
قال أبو هريرة: وهو يوم غدير خم، من صام كتب اللّٰه له صيام ستين شهراً» (69) .
القرينة الرابعة:
قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قبل فقرة إثبات المولوية لعلي عليه السلام: كأني دعيت فأجبت، أو أنه يوشك أن اُدعى فأجيب (70) ثم قال صلى الله عليه و آله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» فإن تلك المقدمة تلقي ضوءاً على غرض الرسول صلى الله عليه و آله من لفظ المولى، وتعّين أن المراد به معنى يرتبط فيما بعد وفاته صلى الله عليه و آله ومن الواضح أن هذا المعنى هو إمامة علي عليه السلام وولايته على أمته من بعده.
المولى ترادف الولي:
وقد تثار شبهة وهي: حتى لو اتفقنا على أن معنى المولى هو الأولى، لكن الأولى لا تعني الولي. فلو كان النبي صلى الله عليه و آله قد قال: «فمن كنت وليه فعلي وليه» لكان هذا اللفظ يدل على أن النبي صلى الله عليه و آله جعل علياً إماماً للمسلمين بعده.
والجواب:
أولاً: إذا كان إطلاق لفظ الولي على علي عليه السلام يرفع الشبهة، فإن القرآن الكريم أنزل في حق علىّ مدحاً ووصفه