227الأولى مكان المولى، فيصح القول:
«النبي صلى الله عليه و آله أولى بالمؤمنين» بدل قولنا «النبي صلى الله عليه و آله مولى المؤمنين» ويصح القول: (الاب أولى بالولد) بدل قولنا:
(الاب مولى ولده) وهكذا، وهذا يدل على أن لفظ المولى يعني الأولى.
برهان المعاني الباقية:
ويمكن الاستدلال على أن النبي صلى الله عليه و آله أراد معنى الأولى من لفظ المولى بالقول:
إن النبي صلى الله عليه و آله لا يريد بالمولى المعتق أي مالك الرق الذي يملك المولى عبده وله أن يبيعه ويهبه، إذ ليس كل من ملكه النبي صلى الله عليه و آله ملكه علي. ولا يريد به العبد.
ولا يقصد النبي صلى الله عليه و آله من لفظ المولى (ابن العم) ، لأن من كان ابن عم النبي صلى الله عليه و آله فهو ابن عم علي عليه السلام بلا حاجة إلى تجشم عناء بيان ذلك تحت أشعة الشمس الحارقة وإبلاغ المسلمين بذلك.
وكذلك لا يقصد النبي صلى الله عليه و آله بلفظ المولى (العاقبة) إذ لا معنى له في جملة (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) .
ولا يمكن أن يريد به معنى الناصر؛ لأن المسلمين كلهم أنصار لمن نصره النبي صلى الله عليه و آله فلا معنى لتخصيص علي عليه السلام بالنصرة عن جماعة المسلمين.
ولا يقصد به صلى الله عليه و آله معنى الحليف، لأن علياً حليف لجميع حلفاء النبي صلى الله عليه و آله.
وكذلك لا يريد النبي صلى الله عليه و آله من لفظ المولى أن علياً وارث لكل من يرثه النبي صلى الله عليه و آله.
أما معنى المتولي بالأمر والمتصرف فيه، فإنه لو قصد هذا المعنى فإنه يقصد الأولى؛ لأن المتولي للأمور والمتصرف فيه إنما يكون للأولى بالتصرف في الأمور، أي من له حق الأمر والنهي والطاعة. . . وكذلك لا يريد النبي صلى الله عليه و آله سائر معاني المولى نظير الصاحب والشريك والرب والجار ويظهر ذلك بأدنى تأمل في سياق الرواية، وفي القرائن العامة، فيبقى المعنى الوحيد المحتمل وهو الأولى بالمسلمين من أنفسهم فيجب حمله عليه.
ويدل على أولويّة علي عليه السلام بالخلافة من جميع الأنصار والمهاجرين اعتراف هؤلاء بأولوية علي عليه السلام منهم في ذلك، إلّا أنهم طعنوا ذلك ببعض الأمور.
ففي شرح النهج لابن الحديد