228المعتزلي ورد:
«أن عمر قال: يا ابن عباس أما واللّٰه إن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، إلّاأنّا خفناه على اثنين. . . فقلت: - أي ابن عباس - قال: وماهما يا أمير المؤمنين؟
قال: خفناه على حداثة سنّه، وحبّه بني عبد المطلب» (55) .
وفيما يلي بعض الشواهد على أن المراد بلفظ المولى في حديث الغدير معنى الأولوية دون غيرها من المعاني:
الشاهد الأول: شعر حسان بن ثابت:
مانظمه حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه و آله بعد فراغ النبي صلى الله عليه و آله من واقعة الغدير، حيث فهم منه حسان أن النبي صلى الله عليه و آله قد نصب علياً عليه السلام ولياً للمؤمنين، وأولى بهم من أنفسهم كما أن النبي صلى الله عليه و آله كذلك - أي ولى بالمسلمين من انفسهم - حيث إنّ حسان بن ثابت استأذن النبي صلى الله عليه و آله أن يقول شعراً في الواقعة، فأذن له النبي صلى الله عليه و آله فأنشد أبياتاً منها:
فقال له قم ياعلي فإنني
رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
«ويروى أن النبي صلى الله عليه و آله قال لحسان بعد أن فرغ من شعره: لا تزال مؤيداً بروح القدس مانصرتنا أو نافحت عنا بلسانك» (56) .
وكذلك ما قاله الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة الانصاري:
وعلي إمامنا وإمام
الشاهد الثاني: كلام ابن منظور الديلمي
قال: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبداللّٰه بنمنظور الديلمي (إمام الكوفيين في النحو واللغة والادب) في كتاب (معاني القرآن) : الولي والمولى في كلام العرب واحد و في قراءة عبداللّٰه بن مسعود:
«إنما مولاكم اللّٰه ورسوله مكان وليكم» (58) وإنما يكون الولي ولياً، إذا كان أولى من كل أحد في الأمر والنهي والطاعة من قبل الآخرين.