172علمائها بالنسب، كما كان جواداً كريماً، وهو بالتالي ليس نكرة حتى يُنسىٰ خبر ولادته في بقعة مباركة. . وكان إذا سئل عن ولادته فلم يزد في إجابته عن: ولدتُ قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة. . وذلك قبل مولد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بخمس سنين 1.
وكان إسلامه يوم الفتح وقيل يوم أحُد، وكان من المؤلفة، أعطاه النبي صلى الله عليه و آله و سلم من غنائم حنين مائة بعير. عاش مئة وعشرين سنة؛ ستّين في الجاهلية وستّين في الإسلام، وتوفي في المدينة سنة أربع وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين 2.
الروايات
رواية مصعب بن عثمان الذي لم أجد له ترجمة تذكر في تاريخ دمشق ولا في غيره اللّهم إلّاما ذكره صاحب التبيين في أنساب القرشيين مكتفياً باسمه: مصعب ابن عثمان بن عروة بن الزبير وبأنّه كان عالماً بأخبار قريش 3.
فلا أقلّ من أن حاله مجهول، إن لم يكن من أولئك الضعفاء الذين أكثر ابن بكار في الرواية عنهم في الجمهرة أشياء منكرة كثيرة خاصّة أنه كان واسطةً بين عامر بن صالح وعامر هذا وابن بكار المعروف بالكذب وأنّه ليس ثقة كما أنّ عامّة حديثه مسروق وبالتالي فقد يكون مصعب قد تأثّر بأُستاذه عامر، يروي الموضوعات 4.
هذا وأن الزبير بن بكار المتوفى سنة 256ه صاحب جمهرة نسب قريش متّهم هو الآخر بالضعف وبأنّه منكر الحديث ويضعه وهو ما يذكره صاحب كتاب الضعفاء الحافظ أحمد بن علي السليماني 5.
وقال في ميزان الاعتدال 2: 66: لا يلتفت إلى قوله. وإن ردّه ابن حجر في التهذيب بقوله: هذا جرح مردود، فلعلّه استنكر إكثاره عن الضعفاء مثل محمد بن الحسن بن زبالة وعمر بن أبي بكر المؤملي وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم، فإن في كتاب «النسب» عن هؤلاء أشياءً كثيرةً منكرةً 6.