173فسواء أكان الزبير ضعيفاً بنفسه أو ينقل عن هؤلاء الضعفاء في كتابه. فهو بالتالي يفقد الثقة به وبكتابه ولا يعتمد على ما فيه إلّابعد تمحيص دقيق وجهد كبير.
فإذا عرفنا حال مصعب بن عثمان وصاحب كتاب جمهرة نسب قريش فالرواية بعد ذلك لا يمكن أن تكون محل اعتماد.
أمّا روايته فكما نقلها أيضاً صاحب تاريخ دمشق هي: أخبرنا أبو غالب بن الحسن وأخوه أبو عبداللّٰه يحيى، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طالب المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان، قال: دخلت أمّ حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش وهي حامل متمّ بحكيم بن حزام، فضربها المخاض في الكعبة فأُتيت بنطعٍ حيث أعجلها الولادة، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع (قطعة من الجلد) وكان حكيم بن حزام من سادات قريش ووجوهها في الجاهلية 1.
روايتا المستدرك
الرواية الاُولى: . . . سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب يقول: سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب يقول: سمعت علي بن غنام العامري يقول: ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة، دخلت اُمّه الكعبة فمخضت فيها فولدت في البيت 2.
الرواية الثانية: أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن بالعرية، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا مصعب بن عبداللّٰه فذكر نسب حكيم بن حزام وزاد فيه واُمّه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزى، وكانت ولدت حكيماً في الكعبة وهي حامل فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة، فولدت فيها فحملت في نطع وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد.
هذه العبارة الأخيرة لم ترد في الروايتين السابقتين فهي إضافة منه، وليس هذا غريباً عليه ولم يكن هذا منه بلا قصد ولا هدف فهو يعرف جيّداً ماذا يقصد