14السماء، ومناقبك صاغتها مبادئ الدين الحنيف تحت ظِلال النبوّة المباركة. . كما راحت اُمّتنا واُممٌ أُخرىٰ، من ديانات أُخر ومذاهب شتّىٰ بمفكِّريها وعلمائها واُدبائها وشعرائها. . يقفون أمام تراثك مبهورين وإزاء عبقريتك متحيّرين. . وقد عرفوا ذلك كلّه، إلّاأنّهم أبوا إلّاأن يقولوا فيك شيئاً. فراحت أفكارهم وأقلامهم ومع سموّها لا تستطيع كشف إلّاما ظهر من عظمتك ولا تذكر إلّاما بان من شخصيتك، وهو غني ثريّ عظيم. . أمّا ما خفي فاللّٰه ورسوله أعلم به.
وصدق رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إذ قال: «يا عليّ ما عرفك إلّااللّٰه وأنا وما عرفني إلّااللّٰه وأنت» .
حقّاً - سيّدي - إنّك نعمة كبرى أنعمتها علينا السماء، إنّك كنز عظيم غفلنا عنه، وينبوع لا ينضب جهلنا قدره، وصورة مضيئة للإسلام والإنسانية بكلّ معانيها الجميلة، لم نعطها حقّها. .
لقد أكبرنا - سيّدي - الإسلام الذي تجسّد فيك، وفضائلك الرائعة ومناقبك الجميلة ومواقفك الشجاعة والجريئة. . التي باتت رصيد كلّ خير وعطاء، وثورة وإباء، وعدل ورحمة، وغدوت حياة لأولي الألباب. .
إنّ اسمك - سيّدي - شفاء للنفوس، وذكراك ضياءٌ للعقول، وهدى للقلوب، وحافز للثورة والثوّار مهما كانت صولة الباطل مريرة وقسوته شديدة. .
إنّ كلّ ما حولنا يستضيء بنورك ويستهدي بهداك، وكلّ ما عندنا مدين لمبادئك وقيمك، التي هي قيم السماء، فذكراك لا يحدّها حدّ ولا يختصرها زمن. وكيف يكون ذلك وعليّ بين الولادة والشهادة تجده شمساً مضيئةً لا يحجبها شيء، وقمراً منيراً لا يحبسه سحاب؟ !
وتجده إيماناً لا يشوبه شكّ ولا يعتريه ريب، وكيف يخالط إيمانه ذلك وهو القائل: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً» .
وتجده عِلماً لا جهل معه ولا نقص يعتريه، أليس هو القائل: «سلوني قبل أن تفقدوني» ولم يقلها غيره؟
كلّ ذلك وغيره بفضل النبوّة التي راحت تشرق عليه منذ نعومة أظفاره، وبنعمة