15الرسالة التي احتضنته فأسبغت عليه حللها، وببركة ما أودعه رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله في صدر هذا الفتى حتّى يضحى امتداداً طبيعياً للرسالة والنبوّة يهدي به اللّٰه من اتبع رضوانه سُبل السلام. .
لقد كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يعلمه مبادئ السماء ويبثّه علمه ويغذّيه أخلاقه طيلة طفولته وصباه، فتخلّق بأخلاقه صلى الله عليه و آله التي قالت عنها السماء: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ واتصف بجميع صفاته وتحلّى بجميع شمائله، كما راح يستقي منه علماً جمّاً ممّا جعله بلا ريب ولا شكّ أفضل أصحابه صلى الله عليه و آله وأعلمهم وأفقههم وأورعهم وأزهدهم وأشجعهم وأكثرهم عطاءً للإسلام ومبادئه. .
فصاغ لنا تاريخاً مليئاً بالخير والعطاء وحاضراً مشرقاً بالحبّ ومستقبلاً زاهراً بالأمل، فسيرته المباركة الحافلة بمناقبها وفضائلها وما فيها من أحداث مريرة ووقائع عظام ، ومواقف جليلة، والبعيدة عن كلّ وسائل اللهو والزيغ والانحراف. .
المطبوعة بالاستقامة والتقوىٰ. . خير دليل علىٰ عظمته. . بل كانت ولا زالت آيةً للحقّ والعدل والإنسانية والصدق والإخلاص والصلابة والثبات والشجاعة والفداء.
فقد قضى عمره الشريف كلّه في طاعة اللّٰه وعبادته راجياً رضاه محارباً لأعدائه هادفاً تثبيت أركان دين اللّٰه بكلّ ما عنده من قدرة وشجاعة.
يقول فيه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: «لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسىٰ بن مريم؛ لقلت فيك قولاً لا تمرُّ بملإٍ من الناس إلّاأخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به» .
الهوامش: