74وفي مكّة تحدّثت مع متولّي الحرم وإمام الجمعة وكان شخصاً متنوّراً إلىٰ حدٍّ بعيد، ووجدته شخصاً يقبل التفاهم. ولكن أُعلِن وجوب استحصال رأي العلماء الأصليين من أهل الفتوىٰ مثل «ابن باز» في هذا المجال. وقد وضعوا مقابلته ضمن جدول أعمالي، إلّاأنّ تلك المقابلة لم تتمّ.
ويبدو أنّهم لم يأخذوا انطباعاً حسناً عن الفكرة التي قدّمناها حول إصلاح ظاهر مقبرة البقيع، ولم يحصل لقاء حتّىٰ مع العلماء الآخرين، وبقيت القضية معلّقة. ومعنىٰ هذا أنّها تحتاج إلىٰ فرصة أخرىٰ.
وتحدّثت معهم أيضاً حول مقبرة «أُحد» . فهذا المكان الذي يعتبر مزاراً للشهداء، لا يبدو مشهده لطيفاً. وبعد رؤيتي لذلك المكان قُلتُ للمسؤولين المعنيين: إنّكم لم تتصرّفوا مع المزارات الأخرىٰ علىٰ هذا النحو. فما ضرَّ لو أوجدتم هنا أجواءً يمكن تحمّلها؟
: أثناء وجودكم في المدينة المنوّرة ومشاركتكم في صلاة الجمعة، أورد خطيب الجمعة في صلاته بعض المطالب المهينة، وقد واجه ردّ فعل من قبل سماحتكم. ونحن نرغب في سماع أصل القضية من لسانكم - إن رأيتم مصلحة في ذلك - لتدوّن في التاريخ، وليطّلع عليها قرّاء مجلّة «ميقات الحجّ» .
الشيخ الهاشمي: نعم، لقد كانت تلك القضية مريرة، إلّاأنّ خاتمتها كانت طيّبة. فقد وصلنا في ذلك اليوم إلىٰ صلاة الجمعة ونحن في حالة تعب مفرط من جرّاء السفر، ولم يكن لدينا غرض سوى الإسهام في التقارب والوحدة. وجلسنا كما هو المعتاد لسماع الخطب؛ غير أن خطيب الجمعة تكلّم في أثناء خطبته بكلام غير صحيح. وكان يجلس إلىٰ جانبي أحد الوزراء في الحكومة السعودية، وكان يرافقني عادة، فقلت له: «نظراً للكلام الذي قاله هذا