75الشخص، فنحن لا يمكننا الصلاة خلفه» .
فقال الوزير: «وأنا أيضاً لا أرىٰ تبريراً لهذا العمل» .
كنتُ في شكّ هل ذلك الخطيب قد انتبه أصلاً إلىٰ مجيئي أم لا؟ لأنّ المسجد كان يغصُّ بالحاضرين، وكانوا قد حجزوا لنا مكاناً من قبل.
فنهضنا وذهبنا إلىٰ غرفة مخصّصة لنا من غرف الحرم، وصلّينا مع الايرانيين والعرب الذين جاءوا معنا إلى الغرفة. ولم أنطق بعد ذلك بكلمة واحدة حول ذلك الموضوع. إلى أن جاءني عالم من العلماء المتولّين لشؤون الحرم وقال لي: «هذا هو دأبه، وهو يتحدّث كما يشاء من غير أن يأخذ سياسة الدولة بنظر الاعتبار، فلا تضمروها في قلبكم، وكونوا علىٰ ثقة بأننا لن نترك هذا العمل بلا جواب، ونحن نشعر كأننا نحنُ أُهِنّا أيضاً.
والإساءة إلى الضيف جرم قبيح في عاداتنا» .
وبعد ذهابنا إلى الفندق اتصل بي الأمير عبداللّٰه هاتفياً وأعرب عن كامل أسفه، واعتبر كلام خطيب الجمعة تصرّفاً فردياً صريحاً وإهانة للمسؤولين السعوديين. وقد حاولت التخفيف من شدّة غضب ولي العهد السعودي، فقلت:
«نحن ندرك حالات علماء الدين أكثر منكم، ونعلم أنّه تقع من بعضهم أمثال هذه الاُمور» . فأكّد لي مرّة أخرىٰ بأنّكم ستشاهدون لاحقاً بأننا لا نتحمّل توجيه إهانة لضيوفنا، أو تصرّفاً مخالفاً لسياستنا. والحقيقة أنّهم وفوا بعهدهم، مع أننا لم نطلب منهم متابعة القضية.
: نرجو أن تبيّنوا لنا شيئاً من الذكريات المثيرة والمسائل المهمّة التي وقعت لكم في سفركم إلى المملكة العربية السعودية.
الشيخ الهاشمي: كان سفري إلى العربية السعودية طويلاً وكانت جميع مراحله