73المكان. فقد كان الجلال المعنوي هناك خليقاً عندي بالنظر والمشاهدة.
وقد راودني شعور مشابه لهذا الشعور في ضريح الرسول صلى الله عليه و آله و سلم؛ إذ كان هناكمرقدالرسول صلى الله عليه و آله و سلم وإلىهناك منه بيت السيّدة الزهراء عليها السلام أو قبر تلك السيدة الكريمة. وإن كانت الكتابات غير قابلة للقراءة بسبب ظلمة المكان.
وعند دخول البقيع انتابتنا حالة من نسيان الذات أيضاً، وقادتنا أقدامنا لا إرادياً نحو أقرب مسافة إلىٰ قبور الأئمّة المعصومين، وجلسنا هناك على الأرض.
: منذ سنوات والبقيع باقٍ علىٰ حالته هذه. وأنتم تعلمون أنّ هذا المكان يؤلم قلب كلّ مسلم بسبب هذا الوضع الذي يظهر فيه أمام أعين الزوّار.
فهل تحدّثتم مع المسؤولين السعوديين حول إعادة بناء البقيع، وإذا كان ردّهم إيجابياً فما الذي قالوه في هذا المجال؟
الشيخ الهاشمي: نعم تحدّثت مع الكثير من المسؤولين هناك. وقلت لهم: إنّكم تصرّفتم وفقاً لعقيدة علماء يحملون أصولاً غير منطقية، وعقيدتهم غير مقبولة لدينا، وتركتم هذه المقبرة علىٰ حالها هذا. وهذا الوضع يؤلم الملايين من الشيعة المحبّين لأهل البيت الذين يأتون إلىٰ هنا من أقصىٰ بقاع العالم ويشاهدون هذا المشهد. فما الذي تجنونه من هذا الألم؟ إنّ هذا يمنع وحدة العالم الإسلامي ويتسبّب في إيذاء قلوب المسلمين. وأضفتُ قائلاً: لدينا اطروحة معتدلة في هذا الخصوص. وهي أن تأذنوا لنا برصف ساحة مقبرة البقيع بحجر ايراني ونبني حائطاً حول قبور الأئمّة، ونبني ظلّاً للزوّار علىٰ مسافة معقولة من المقابر.
ولم يقدّم لنا المسؤولون ردّاً سلبياً، وإنّما أوكلوا الأمر إلىٰ موافقة العلماء.
وكنتُ راغباً في التحدّث مع كبار العلماء في السعودية حول هذا الموضوع.