72فيها. وعلى العموم فنحن - وكما أشرتم - لا نحمل ذكرىٰ طيّبة عن تجربة خصخصة السفر إلى سوريا.
: من جملة المكتسبات الكبرىٰ التي تمخّضت عن زيارتكم إلى الحرمين الشريفين هي أنّكم وفقتم للدخول إلىٰ داخل الكعبة وضريح الرسول صلى الله عليه و آله و سلم. نرجو أن تبيّنوا لنا ما هو الشعور الذي راودكم أثناء دخولكم إلىٰ تلك الأماكن؟ واشرحوا لنا الوضع في داخل هذين المكانين المقدّسين. فرؤية هذه الأماكن سعادة كبرىٰ قلّما ينالها شخص.
الشيخ الهاشمي: الحقيقة هي أنّ اللّٰه تعالىٰ مَنَّ عليَّ بهذا التوفيق نتيجة لكثرة الدعاء.
فحينما دخلت ضريح الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فقدت صوابي، ولم ألتفت إلى المسائل والدقائق التي يلتفتُ إليها السائح عادةً. وفقدت نقوش الباب والجدران وشكل الضريح والستائر والسقف وأمثال ذلك أهمّيتها عندي. ولهذا السبب لم يبق شيء منها عالقاً في بالي، وكلّ من سألني عن شيء بهذا الخصوص بعد سفري ذاك، لم يكن لديّ جواب أُقدّمه له. وهذه الحالة تختصّ طبعاً بمن يسافر إلىٰ تلك الأماكن للمرّة الأُولىٰ. أمّا في المرّات اللاحقة فالقضية تصبح عادية تقريباً. ويعود سبب ذلك إلى أن المرء يشعر في الزيارة الأولىٰ وكأن أمنية بعيدة المنال كان قد أقنع نفسه بتصويرها في ذهنه عمراً طويلاً، قد تحقّقت أمام عينيه. ولكن هذه الحالة تصبح عادية في المرّات اللاحقة.
وعندما دخلتُ إلى الكعبة، كنتُ بصدد أداء الأعمال والمناسك الواردة في هذاالخصوص، إذ منالمستحب الصلاة في عدّة نقاطمن ذلك المكان المقدّس.
وقمتُ بأداء ذلك العمل. وقد شعرتُ في ذلك الموقف بسكينة خاصّة. وبعد الانتهاء من الصلاة، أخذت أتأمّل الآفاق المعنوية الموجودة في ذلك