67علاقات طيبة مع السعودية وكانت هناك ثقة متبادلة بيننا، لكانت الأمور تسير على نحو أفضل فيما يخص قضايا النفط، والحرب، والتطوّرات السياسية في المنطقة والنشاطات الدينية والتعليمية التي نمارسها في العالم.
بدأت نشاطي في هذا الاتجاه منذ مؤتمر قمّة البلدان الإسلامية الذي عقد في السنغال. حيث كان الأمير عبداللّٰه هناك، وتقرّر أن يجري لقاء بيننا. كان من المقرّر في البداية أن يأتي هو إلى الجناح الذي كنتُ أنا فيه من قاعة المؤتمر. ولكن اتّضح لاحقاً بأنّه كان يتوقّعني أن أذهب أنا إليه! وذهبت أنا إليه وكان دافعي إلى ذلك سبب واحد وهو شعوري بأنّ هذا التنازل سيساعد علىٰ تحسين العلاقات. ووجهت هناك دعوة إلى الملك «فهد» لزيارة ايران، ولكنّهم قالوا: بأنّه يعاني من مشاكل صحّية في رجله وركبته ويتعذّر عليه السير.
وعلى العموم فقد كنت طوال عهد مسؤوليتي مهتّماً بحلّ المسائل العالقة بين ايران والسعودية. ولكن كانت هناك معوّقات ظاهرية من قبيل «مراسم البراءة» ، وأخرىٰ خفية تتمثّل في العراقيل التي كانت تضعها أمريكا والآخرون علىٰ هذا الطريق.
إلّا أنَّ الرسائل والزيارات المتبادلة كانت متواصلة ممّا أدّىٰ إلىٰ زوال حالة التنافر وإلى ترطيب أجواء العلاقات. وبلغ هذا النجاح ذروته في إسلام آباد في باكستان وفي آخر اجتماع لرؤساء بلدان المؤتمر الإسلامي، حيث كنّا قد اتّفقنا أنا والأمير عبداللّٰه مسبقاً علىٰ عقد لقاء بيننا. ولكن كان من المتوقّع أن يأتي هو إليَّ هذه المرّة في ضوء ما حصل في اللقاء السابق حيث كنتُ أنا الذي ذهبت إليه في السنغال. ووصلني الخبر بأنَّ الأمير عبداللّٰه ينتظركم! فقلت: نحن ننتظر أن يأتي هو.