68ومع ذلك نهضتُ من مكاني وذهبتُ إلىٰ قرب غرفته، وفجأةً خرج هو من غرفته وقال: أريد المجيء إلى غرفتك! قلتُ: لا فرق في ذلك، ها أنا ذا قد جئت الآن! هذه أيضاً غرفتنا. ولكنّه لم يوافق. ويبدو أن المعتمدين الذين كانوا ينقلون الرسائل الشفويّة بين غرفتينا قد أخطأوا وألغوا الموعد الأوّل الذي كان من المقرّر أن يأتي فيه الأمير عبداللّٰه إلىٰ غرفتي. وقد يكون لذلك العمل سبب آخر.
وعلىٰ كل حال، حينما وصلت الاُمور إلىٰ هذا الحدّ، جاء هو إلىٰ غرفتي وتحدّثنا هناك حول جميع القضايا بشكل صريح. وكان أحد الموضوعات الأساسية التي تحدّثنا حولها هو أن يعقد المؤتمر القادم لزعماء البلدان الإسلامية في طهران. والعجيب في ذلك هو أن البيان الذي صدر في جدّة قبل ذلك اللقاء بيوم واحد كان قد عيّن مكاناً آخر لعقد المؤتمر القادم.
فطرحت المسألة على الأمير عبداللّٰه في ذلك اللقاء وطلبت توضيحاً لذلك الموقف. وكان وزير خارجيتهم موجوداً واستطعنا حلّ المسألة هناك.
وكانت تلك هي الثمرة الأولىٰ لذلك اللقاء. وبعد ذلك حلَّ موعد الغداء وكُنّا في حينها ضيوفاً على السيّد نواز شريف رئيس وزراء پاكستان آنذاك، وفي تلك الأثناء ركب ولي العهد السعودي في سيارتي وخرجنا وسط أجواء مثيرة مدهشة، وشاهد عدد كبير من الأشخاص هذا الحدث النادر. فأنتم تعلمون بأنّ للشخصيات حماية وموكب شرف وكوكبة ومرافقين. إلّاأنّه تركها كلّها وركب في سيارتي، وكان عمله هذا خلافاً للأعراف السائدة، وجاء كثمرة لذلك الاجتماع الودّي والصريح. وهو موقف لم يبق خافياً علىٰ من شاهدوه.
ومنذ ذلك الحين لاحظت أن الكثير من المسائل التي كانت عالقة بيننا قد حُلَّت. وقرّر ولي العهد السعودي بعد ذلك أن يدعم مؤتمر طهران، وجاء