65لا تواجه العربية السعودية مشكلة مالية في هذا المجال. وحتىٰ إذا كانت لديها، يمكنها أن تدرجها في جدول أعمال منظمة المؤتمر الإسلامي، كي تخصص البلدان الأخرى مبالغ لغرض إحياء الآثار التاريخية في هذا البلد على اعتبار أن هذه المسألة تخصّ العالم الإسلامي كلّه.
وعلىٰ كل الأحوال فأنا أظنّ تعصّب الزعماء السعوديين أصبح أقلّ علىٰ إثر المباحثات التي أجريناها معهم، أو لأنّهم اكتسبوا علىٰ مرّ الزمن رؤية أكثر انفتاحاً، وسنشهد في المستقبل تطوّرات علىٰ هذا الصعيد بإذن اللّٰه.
: نظراً إلى أنكم تتحدّثون عن الحج وأعماله باندفاع وحماس فائق، وحينما تتحدّثون يبدو التأثر واضحاً عليكم، سؤالنا في هذا المجال هو:
في أي أعمال الحج يبلغ الحج ذروة عظمته في رأيكم؟
الشيخ الهاشمي: تجربتي الخاصّة كما أشرت سابقاً هي أنني انتابني شعور خاص عند ارتداء ثوبي الإحرام، وبقي هذا الشعور يرتفع حيناً وينخفض حيناً آخر.
وفي الكعبة وعرفات ومنىٰ تبرز مثل هذه الحالة أيضاً؛ خاصة في منىٰ. كان المبيت في ذلك المكان مرهقاً جدّاً في العام الذي ذهبتُ فيه، ونتيجة لذلك الإرهاق تتسامىٰ روح الإنسان، غير أن الذروة النهائية وقمّة هذا المنحنىٰ الافتراضي تكون عند رؤية الكعبة. وهذه تجربتي الذاتية. ولعل تجربة الآخرين تكون علىٰ نحو آخر.
: كانت إحدىٰ رؤىٰ الإمام الخميني للحج هي إيجاد الوحدة الإسلامية وإزالة أسباب التوتّر، فكيف تقيّمون نجاح سماحته في هذا الميدان؟
الشيخ الهاشمي: عندما ذهبنا إلىٰ مكّة قبل انتصار الثورة كُنّا قلقين حول كيفية أداء الأدعية والأعمال الخاصّة بالشيعة، وكانت تساورنا هواجس حول جواز