64رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وهناك مليارد ونصف مليارد مسلم مشدودة أبصارهم إلىٰ هذه الأرض ويعشقونها من أعماق قلوبهم. فالأماكن التي جلس فيها الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أوقام فيها بعمل تاريخي معيّن، وكذلك دُور الصحابة والتابعين والأئمّة المعصومين ينبغي أن لا تُهمل وتتعرّض للتخريب علىٰ مرّ الزمان.
ومن جهة أخرىٰ اثرتُ هناك مبحثاً حول ما يُستشفُّ من القرآن الكريم من وجود آثار للأنبياء السابقين في العربية السعودية، أَلا ينبغي السعي في سبيل إحياء تلك الآثار واستخراجها من تحت الأرض؟ ألا يجب أن يجري إعداد تعريف بها وتقديم دعوة عامّة إلى العالم الإسلامي لزيارتها؟ ومن المؤسف أن هذه الإجراءات لم تُنفَّذ، ويُعزىٰ أحد أسباب ذلك إلى أننا لم تكن لدينا علاقات سليمة مع المملكة العربية السعودية. ولو كانت لدينا في السنوات السابقة مثل هذه العلاقات الحسنة الموجودة حالياً مع هذا البلد؛ لكُنّا قد استطعنا المشاركة في مشروع توسيع الحرم. ومن المؤسف أن بعض الآثار التاريخية في هذا البلد قد مُحيت من الوجود كلياً ولا توجد إمكانية لإعادة بنائها. ولكن يمكن بطبيعة الحال بناء أماكن مشابهة لها في مواضع أخرىٰ، وقد عرضت عليهم هذا الاقتراح.
وأنا أعتقد بإمكانية الحفاظ على تلك الآثار التي تُعدُّ بمثابة هوية للعالم الإسلامي، إلىٰ جانب مواصلة تجميل المدن، ولكن توجد هناك في السعودية قيود في هذا المجال وذلك بسبب وجود مذهب خاص وبسبب الرؤية التي يحملها علماؤهم. وأنا لم تسنح لي الفرصة الكافية للتباحث مع علمائهم. وهذه واحدة من النقاط التي يجب القيام بها حيث ينبغي أن نتباحث مع علمائهم ونثبت لهم أنّ العناية بالبقاع الشريفة لا تُعتبر شركاً أو عبادة أوثان. ولا ريب في أنّ التباحث مع العلماء السعوديين والتوصّل إلىٰ نقطة مشتركة من خلال هذه المباحث يعدّ أمراً واجباً وملحّاً.