63وقاموا بأعمال كبيرة في المدينة المنوّرة علىٰ جوانب الحرم الشريف.
وأنشأوا خارج المدينة تأسيسات للتهوية تمتدّ إلىٰ مسافة سبعة أو ثمانية كيلومترات تحت سطح الأرض وتنتهي بمرأب للسيارات، وهو عمل جدير بالمشاهدة. كما وتوجد لديهم مشاريع لتوسيع جوانب الحرم الشريف. وأعتقد أنّ خطواتهم في هذا المجال محسوبة ومنطقية في ضوء الإنفاق السخي الذي يبذلونه في هذا المجال، وانطلاقاً من المشاريع الموضوعة قيد التنفيذ.
: تعدّ صيانة الآثار الوطنية والدينية من جملة الأمور التي تُخصص لها استثمارات هائلة في العالم كلّه. وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة أن تلك الآثار المذكورة قد دُمّرت أو أصبحت معرّضة للأفول بفعل زحف المشاريع العمرانية. فما العمل الذي ينبغي القيام به - في رأي سماحتكم - من أجل أن تتواصل مشاريع العمران إلى جانب الحفاظ على الآثار الدينية القيّمة؟
الشيخ الهاشمي: لقد وضعتم اصبعكم دقيقاً علىٰ نقطة ضعف الحكومة السعودية، وقد نبهتُهُم إلىٰ هذا الموضوع أيضاً. عندما كُنّا في الرياض أخذونا لمشاهدة قلعة كانت قد سقطت في أيدي آبائهم السعوديين عندما أرادوا البدء بمحاربة خصومهم. وهذه القلعة موضوعة حالياً تحت حراسة مشدّدة وهم يحفظون حتّىٰ بعض التفاصيل التاريخية عن الطرق التي دخلوا منها والمعارك التي دارت فيها. وبعد الانتهاء من زيارة تلك القلعة المثيرة كتبتُ في دفتر المذكّرات الذي وضعوه هناك: أنّ الحفاظ علىٰ مثل هذه إجراء جدير بالثناء، ويا حبّذا لو يجري على الأماكن الأخرىٰ في هذا البلد.
يوجد في كل شبر من أرض المدينة المنوّرة أثر ومَعْلَمٌ من عهد