57كلامه - ولحسن الحظ - في أعماق قلوب أبناء شعبنا والكثير من أبناء الشعوب الأخرىٰ، وأدّىٰ إلىٰ أن تصطبغ شعائر الحج بصبغة جديدة وذات طابع رسمي. ولكن من المؤسف أن هذا المكسب العظيم تلوّث بمسائل مثيرة للاختلاف والنزاع والتخاصم وغيرها من المشاكل والحوادث الأخرى التي خلقت معوّقات في طريق تكامله.
وأعتقد لو أننا أرسينا أسس حركة البراءة هذه وفقاً لرؤية واقعية وبالتنسيق مع الحكومة السعودية وبعض الدول المؤثِّرة بحيث يحظىٰ طرح المسائل السياسية للعالم الإسلامي وللقضايا الإسلامية الدولية في الحج بقبول رسمي ولا يجابه معارضة من بقية الدول الإسلامية، فسيكون لها تأثير بنّاء إلىٰ حدٍّ بعيد.
: لا شكّ في أن مؤتمر الحج يشكّل أهم تجمّع إسلامي، وتشارك في هذا الملتقى الإسلامي الواسع تيّارات شتّىٰ من تيارات الثقافة الإسلامية وشخصيات يحملون رؤىٰ مختلفة. فما هي في رأي سماحتكم الفوائد المهمّة التي يمكن جنيها من شعائر الحج، خاصة في المجال الثقافي؟
الشيخ الهاشمي: إنني اعتبر المعطيات السياسية لهذا السفر الديني مهمّة إضافة إلىٰ ما فيه من فوائد ثقافية. وعلىٰ كل حال فإنّ المناخ الذي يوفّره حضور الحجّاج هناك يختلف عن الأجواء الفكرية والثقافية الاُخرىٰ؛ فالشخص الذي يتوجّه إلىٰ بيت اللّٰه الحرام لأداء مناسك الحج ينطلق من داره إلىٰ هناك بنوع من الاستعداد والتأهّب لاستلهام الحقائق الثقافية والمسائل العرفانية والحياة المعنوية التي سيلقاها هناك. والجو الثقافي الذي يعيشه الحجّاج هناك يختلف عن الأجواء الثقافية الموجودة في ملتقيات أخرىٰ كالملتقيات الشعرية، أو المسابقات الرياضية أو المؤتمرات السياسية