58والاقتصادية وما شاكل ذلك. فالحج يسوده مناخ خاص، والمستمعون فيه مستمعون أجلّاء. ولو أنّ البعض هناك يقلّلون من حدّة العصبيات القومية والمذهبية ويتحلّون بدل ذلك بروح متحرّرة؛ لأصبح ذلك المكان موضعاً للبحث الجاد في سبيل اختيار الأفضل، ولتسنّى لبلدان العالم الإسلامي أن ترسل إلىٰ هناك مفكِّرين يحملون رؤًى فكرية متباينة، لكي يطرحوا هناك الشؤون الثقافية والاجتماعية لبلدانهم في أجواء ودية وحرّة وبعيداً عن التعصّب والمطبّات التي تعترض سبيل التفكير، امتثالاً لأمر وجادلهم بالتي هي أحسن واتخاذ الخطوات الجادّة لبلوغ وضع أفضل من خلال الحوارات البنّاءة المشفوعة بالتدبير السليم.
تعلمون أنّ العالم الإسلامي يعيش مشاكل كثيرة، ابتداءً من اندونيسيا وجزيرة تيمور، وإلى المغرب، والصحراء الغربية، والجزائر، وايران، والعراق، وأفغانستان، وتركيا، وافريقيا، وأكثر بلدان آسيا الوسطىٰ والقوقاز، بل لا يوجد لدينا أساساً مكان خالٍ من المشاكل.
وحتّى في البلدان الغربية كأمريكا واُوربا حيث يعيش المسلمون كأقلّية، يلاحظ أن المسلمين يواجهون هناك مشاكل من نوع خاص. وحينما تؤخذ بنظر الاعتبار فرصة فريدة من نوعها اسمها الحج - وهي فرصة تُتاح سنوياً بشكل تلقائي وبدون حاجة للدعاية والإعلان، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار العمرة أيضاً تكون القضية أشدّ حساسية - فمعنىٰ ذلك أننا نستطيع أن نقيم على الدوام تجمّعاً عالمياً ضخماً يتجدّد حُضّارُه باستمرار، بيد أن موضوعاته يمكن تكرارها، ثمّ تدوّن نتيجة المناقشات وتطبع سنوياً ككتاب يوزّع في كلّ مكان. ويجب أن تتولّى العربية السعودية هذا العمل بصفتها الدولة المتولّية للحج.
من حسن الحظّ أن علاقاتنا حالياً مع المملكة العربية السعودية تسير