28وقرطاس، وكأنّها خُلقت لأكثر من زمانها التي عاشت فيه.
وليس ببعيد هذا، لأنّها كرّست كلّ جهودها وطاقاتها لخدمة المذهب الشريف والدين الحنيف، فقد أنارت الدرب وخطّت لنا نهجاً نسير عليه، ويحق لنا أن نقول: إنّها عاشت لغيرها أكثر ممّا عاشت لأنفسها.
ومن هؤلاء الأفذاذ شيخنا المترجَم، العالِم الأوحد، عَلَم الأئمّة الأعلام، عضد الإسلام والمسلمين، الشيخ محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمّد الجبعي العاملي الهَمْداني، نوَّر اللّٰه مرقده.
ولا يسعنا المجال بهذا المختصَر ذِكر إنجازاته وخدماته في الحقول العلمية والعملية، بل نحيل القارئ الكريم إلى المصادر المعقودة لهذا الغرض.
وكما سيأتي أنّ مصنّفاته كثيرة وفي كلّ فنون الإسلام. فمن جملة مصنَّفاته هذه الرسالة التي بين يديك عزيزي القارئ.
ترجمة المؤلّف
المترجِمون لشيخنا الجليل كثيرون، ولا أُريد أن أستوعب حياته الفذّة، لئلّا يطول بنا المقام، وإنّما أذكرها علىٰ سبيل الاختصار، وقد وقفت قليلاً علىٰ بعض النقاط المهمّة في حياته قدس سره.
اسمه ونسبه:
هو الشيخ الجليل بهاء الدين، محمّد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن صالح الحارثي الهَمْداني الجبعي العاملي، نسبةً إلى الحارث الهَمْداني، من خواصّ أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام 1.
ولادته ونشأته:
وُلِد في بعلبك - وقال أبو المعالي الطالوي: إنّه وُلد بقزوين - يوم الخميس لثلاث عشرة بقين من شهر محرم الحرام - وفي السلافة عند غروب الشمس يوم