250دون أن يذكر نوع هذا الطواف، إلّا أنّه واضح من كلمته «أمرٌ» أنّه يقصد الطواف الواجب دون المستحبّ وإن لم يبيّن نوع الطواف الواجب. .
أمّا السيّد شبّر في تفسيره فيذهب إلى أن وليطوّفوا أعمّ من كونها تختص بالطواف الواجب طواف الحجّ فيقول: وليطوّفوا طواف الزيارة والنساء أو الوداع أو ما يعمّها 1.
وهو ما ذهب إليه أيضاً صاحب كنز العرفان حيث يقول: وليطوّفوا بالبيت العتيق صريح في الأمر بالطواف بالبيت الدال على الوجوب اتّفاقاً، لكنّه مجمل علم بيانه من الرسول صلى الله عليه و آله لقوله صلى الله عليه و آله: «خذوا عنّي مناسككم» 2فيكون شاملاً لطواف الزيارة والنساء وغيرهما من طواف العمرة فلا وجه [ حينئذٍ ] لحمله على طواف الزيارة لا غير أو النساء لا غير 3.
واستظهر صاحب زبدة البيان (طواف الزيارة) : ويجب طواف البيت الذي في المسجد الحرام وهو القبلة. . .
وقيل: المراد طواف الزيارة وقيل طواف النساء ويحتملهما معاً، وقيل:
طواف الوداع، ويحتمل الكلّ مجازاً، والظاهر الأوّل. حيث كان الكلام في الحجّ، وأنّه ذكره بعد التحليل والذبح، ويمكن فهم وجوب الترتيب في الجملة بين مناسك منى 4.
ولعلّ مستندهم ما رواه في الكافي عن أحمد بن محمد. . قال: قال أبو الحسن عليه السلام في قول اللّٰه عزّوجلّ:
وليطوّفوا بالبيت العتيق قال:
«طواف الفريضة طواف النساء» باعتبارهما طوافين واجبين بعد مناسك منى.
أو جمعاً بين الروايات التي تفسّر الطواف الوارد في الآية بطواف الفريضة وبين التي تفسّره بطواف النساء.
فعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول اللّٰه تبارك وتعالى: ثمّ ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم قال: تقليم الأظفار،