177والشام، ورغم ملاحظاته وهوامشه التفصيلية الكثيرة أقرّ أنه لا يستطيع أن يضيف لما كتبه بيركهارت عن البدو إلّا قليلاً (20) . مؤكداً أنه قد وصف مارآه قدر الإستطاعة، ولكنه اعترف أنه لا يستطيع أن يصل إلى دقة بيركهارت، الذي يعترف برتون أنه مدين له ليس بالشكر والامتنان فحسب، بل بالاقتباس عنه بصورة جلّية واسعة واضحة (21) .
يقول الباحث البريطاني «بيتر برينث» : من المضحك المبكي أن نسمع أنه عندما طُرحت فكرة إنشاء نصب تذكاري لبيركهارت يُنصب فوق قبره في القاهرة، تحمّس العلماء والامپرياليون والمستكشفون الجالسون على كراسيهم في الغرب، وجمعوا بعضهم مع بعض مبلغ عشرين جنيهاً استرلينياً فقط (22) !
لم يوضّح «برينث» سبب هذه المفارقة، ولعلّ ذلك يعود إلى أنّ بيركهارت ليس انكليزياً قحّاً، فهو سويسري مأجور للدوائر البريطانية، ولا ننسى أنّ الامبراطورية البريطانية كانت تتوثّب إلى دخول الحقبة الفيكتورية، بكلّ غرورها وغطرستها وتعاليها على الآخرين، بمن فيهم الغربيون غير الإنكليز! !
اشكالية. . واثارة
وعلى ذكر النصب التذكاري، فإنّ ثمّة مفارقة اُخرى ملفتة للانتباه، يحملها قبره الموجود في القرافة الكبرى بسفح المقطم، إذ كُتبت عليه العبارة الآتية: «هذا قبر المرحوم إلى رحمة اللّٰه تعالى الشيخ حاج إبراهيم المهدي بن عبد اللّٰه بركهرت اللوزاني، ولادته 10 محرم سنة 1199، وتأريخ وفاته إلى رحمة اللّٰه بمصر المحروسة في 16 ذي الحجة سنة 1232 ه» (23) .
والسؤال هو: هل العبارة الآنفة الذكر قد كُتبت بناءً على توصية خاصّة من بيركهارت نفسه. . أم كانت بايعاز من القنصل البريطاني في القاهرة، أم كانت مجرّد اجتهاد من المشرفين على المقبرة. . ؟ !
إنّ هذه الإثارة تطرح - بقوة