178ربما - اشكالية علاقة بيركهارت بالإسلام، الأمر الذي يحتاج إلى قدر من تعرية هذا الإبهام. خاصة وأنّ البعض استسلم - سذاجة أو سوء نيّة - لحكاية إسلام ( الشيخ) إبراهيم بيركهارت! !
ففي حدود علمنا، لم يجرؤ أحد على تسويق قصة إسلامه سوى الكاتب النصراني «أمين الريحاني» ، الذي أشار إلى اسمه بأنه (الحاج عبداللّٰه) ووصفه بأنه (صديق محمد علي وصديق العرب والإسلام) . .
وقال عنه: «كان بيركهارت في قيافته وفي إسلامه محترماً موقراً» ، دون أن ينسى الريحاني الإشادة ببيركهارت لشهادته العلمية المنزهة عن الأهواء الخاصة والمذهبية؛ لا لشيء سوى أنه قال: «جاء الوهابيون يطهرون الحجاز» ! كما وصف الوهابية بأنها تمثّل الإسلام في طهارته الاُولى (24) .
وعلى خطى الريحاني، وإن كانت بصورة أخف، جاءت الصحافية «رالي الزين» لتقول عن بيركهارت بأنه «اعتنق الإسلام» بعد فترة من الزمن خلال مكوثه في حلب (25) . في حين نجد أنّ نجيب العقيقي صاحب كتاب «المستشرقون» لم يُشر قط إلى مسألة إسلام بيركهارت، واكتفى بالعبارة «وقد تسمّى بإبراهيم بن عبد اللّٰه» دون تعليق (26) .
أمّا صاحب قاموس «الأعلام» فقد شكّك في إسلام بيركهارت، إذ قال: «ثمّ مضى إلى الحجاز مسلماً أو متظاهراً بالإسلام، وتسمى بإبراهيم ابن عبد اللّٰه» (27) ومن نافلة القول التأكيد بأنّ «خير الدين الزركلي» لم يكن أوّل المشككين، بل إنّ بيركهارت نفسه أشار إلى بعض معاصريه، وفي مقدمتهم محمد علي باشا، إذ يُستبان ممّا دونه أنّ محمد علي باشا كان يشكّ في إسلامه، ومع هذا فقد سمح له بالتوجه إلى الحج في مكّة (28) ، ويكاد المريب يقول خذوني!
قبال ذلك نكتفي بثلاث شهادات من الضفة الاُخرى، يرقى بعضها إلى درجة الاعتراف. فهذا صاحب