176الجنوب الغربي.
بعد رجوعه إلى القاهرة بأيّام، تغلّب عليه المرض فتوفي في 15 تشرين الأوّل (اكتوبر) 1817، ودفن في العاصمة المصرية. . بعد شهرين فقط انطلقت أوّل قافلة إلى تمبكتو منذ أربع سنوات (17) .
قبيل وفاته، أوصى بيركهارت بوقف مجموعة مخطوطاته على مكتبة جامعة كمبردج، وكتاباته كلّها تدور حول رحلاته، كرحلة للشام والأراضي المقدسة (18) .
وهي حسب تأريخ صدورها:
الرحلة إلى بلاد الشام (لندن 1814-1822) ، ورحلة إلى الجزيرة العربية (لندن 1829) ، وسجلات أسفار في الشرق الأدنى والاتصال بالبدو والوهابيين (لندن 1831، باريس 1835) ، ومجموعة من الأمثال العربية، متناً وترجمة انجليزية وشرحاً (لندن 1830) وقد ترجمت من الإنجليزية إلى لغات اُخرى اوروپية، منها الألمانية، بقلم ه. ج كرمز (1834) ، وكتاب الرحلات النوبية. وهو من أوائل الكتاب الاوروپيين، الذين كتبوا عن العرب القاطنين في شمالي السودان وفي مملكة سنار.
وقد تولّت الجمعية الأفريقية في انجلترا نشر جميع مصنفاته، ومازال بعض مخطوطاته في مكتبة ابن أخيه جاكوب بيركهارت، وكان رئيساً لقسم العلاقات الدولية في وزارة الخارجية السويسرية (19) .
وعندما نُشر كتاباه عن رحلته إلى بلاد العرب، ومشاهداته عن البدو والوهابيين. . أدرك علماء اوروپا مدى خسارتهم بفقد بيركهارت، خاصة وأنهما أصبحا مرجعاً يعتمد عليه، ويتجلّى ذلك من رجوع المستشرقين، في مواطن كثيرة، إلى بيركهارت، في موسوعتهم الموسومة ب «دائرة المعارف الإسلامية» . أمّا علىٰ صعيد الرحالة فقد بزّ سابقيه وأعجز اللاحقين. وهذا الرحالة الشهير ريتشارد برتون الذي زار الحجاز