173وعلى مسافة من هذا المسجد وجد قبةً صغيرة تشير إلى المكان الذي اُصيب فيه الرسول عليه السلام في موقعة اُحد، وعلى مسافة قصيرة من هذه القبة وجد قبور اثني عشر صحابياً من أصحاب الرسول، الذين استشهدوا في موقعة اُحد أيضاً، وقد خرّب الوهابيون قبورهم وعبثوا بها. .
وزار بيركهارت منطقة قبا أيضاً، وأهم مايذكره عنها أنها ملأىٰ بالبساتين العامرة. . . ويقوم مسجد قبا التأريخي مع ثلاثين أو أربعين بيتاً من حوله في وسط هذه البساتين، وقد وجد المسجد صغيراً وبحالة خربة، ويلاحظ فيه « مبرك الناقة» .
والبقعة التي صلّى فيها النبي عند وصوله إلى (قبا) . . وعلى مسافة قصيرة من مسجد قبا شاهد مسجد علي، وبقربه بئر عميقة تسمى «العين الزرقاء» (11) .
سكّان المدينة
أمّا سكان المدينة المنورة وطبقات الناس فيها، فيقول بيركهارت عنها: إنهم مثل سكان مكّة، أكثريتهم من الغرباء الذين تجذبهم قدسية البلد إليها، من جميع أنحاء العالم الإسلامي. وعلى هذا فهناك فيها جاليات من كلّ بلد إسلامي تقريباً، ولا توجد فيها إلّا أقلية صغيرة من نسل الأنصار، الذين كانوا يسكنون المدينة، عندما هاجر النبي إليها سنة 622 للميلاد. فهناك حوالى عشر اُسر يمكنها إثبات نسبها وتحدّرها من الأوس والخزرج، وهذه اُسر فقيرة تعيش على الفلاحة في الضواحي والبساتين.
على أنّ عدد الشرفاء الحسينيين غير قليل في المدينة، لكن معظمهم غير مدنيين في الأصل، وإنما كان آباؤهم قد نزحوا إليها من مكّة خلال الحروب التي كان يشنّها الشرفاء للاستيلاء عليها. وينتمي معظم هؤلاء تقريباً إلى طبقة العلماء، أمّا الشرفاء المحاربون الذين يشبهون شرفاء مكّة فقليلون جدّاً. وهناك أيضاً قبيلة صغيرة من الشرفاء الحسينية