172الحرم» ، وهو رئيس الجامع بأسره أيضاً، والشخصية الاُولى في المدينة عادة. . وقد كان شيخ الحرم الذي شاهده بيركهارت يومذاك «قزلر أغاسي» في عهد السلطان سليم. . .
وقد شوهد مراراً، وهو يتقدّم على طوسون باشا، الذي كانت رتبته برتبة الباشا في جدّة. . ولذلك تسنّى لبيركهارت أن يشاهد طوسون باشا وهو يقبل يد شيخ الحرم، في داخل المسجد النبوي (8) .
وينتقل بيركهارت بعد ذلك إلى الكتابة عن الوضع الاقتصادي قائلاً:
إنّ المدينة لا تحتوي أية صناعات، وإنّ أي ترميم في المسجد النبوي كان يتطلب إحضار الحرفيين من مصر، إلّا أنه لاحظ أنّ الزراعة كانت متطورة جدّاً (9) .
أماكن الزيارة الاُخرى
ويمضي بيركهارت في ذكر أماكن الزيارة الاُخرى، ويبدأ بالبقيع حيث يثوي عدد من الصحابة والأئمة والشهداء، ويصف مدى الخراب الذي لحق بها على يد الوهابيين، مشيراً إلى بقايا القبب والمباني الصغيرة التي عمدوا إلى تخريبها من فوق: قبور العباس وبعض الأئمة وعثمان وستنا فاطمة وعمّات النبي صلى الله عليه و آله. والموقع بأجمعه عبارة عن أكوام من التراب المبعثر، وحفر عريضة، ومزابل، على حدّ تعبير بيركهارت.
ويذكر بيركهارت بالمناسبة أسماء الشخصيات الإسلامية، التي قُبرت في البقيع. . لكنه حينما يذكر قبر الإمام الحسن بن علي عليهما السلام يتوهم أنه قبر الإمام الحسين سيِّد الشهداء، فيقول: إنّ جسمه فقط دون الرأس قد دُفن فيه، ويشير إلى أنّ الرأس قد اُخذ إلى القاهرة وحفظ في جامع خاص يُدعى، الحسنية (10) !
ثمّ يصف زيارته إلى جبل أحد، حيث وجد المسجد، الذي شُيِّد حول قبر الحمزة وغيره من شهداء اُحد. .
وقد هدّم الوهابيون القبة المشادة فوق القبر، لكنهم لم يتعرضوا للقبر نفسه.