171فاطمة» مغطّى بغطاء أسود من الحرير المطرّز. وهناك بعض الاختلافات في الرأي، حول مدفن الزهراء البتول في هذه البقعة أو في مقبرة البقيع. ولذلك يزورها الزوّار في هذين المكانين معاً.
وبعد أن يشرح بيركهارت الكيفية التي يزور بها الزوار الحرم الشريف، يبدأ بوصف الصحن الأوسط «الذي يوجد بالقرب منه سياج خشبي غير مرتفع، في داخله نخلات تعتبر مقدسة؛ لأنها على مايُقال كانت قد زرعتها الزهراء عليها السلام، وفي جانب النخلات بئر تسمى «بئر النبي» ، لكن ماءها عكر؛ ولذلك لا يتمتع بشهرة قدسية. . وحينما يأتي على ذكر الاضاءة والشموع يذكر أنّ زوجة الخديوي محمد علي باشا، التي كانت يومذاك في المدينة، جاءت بكميات كبيرة من الشمع، وأهدتها إلى الحرم الشريف (7) .
ثمّ ينتقل بيركهارت إلى وصف دقيق لأبواب الحرم الشريف الأربعة:
(السلام، الرحمة، الجبريل، النساء) ، وجميع هذه الأبواب تغلق بعد الغروب بثلاث ساعات يومياً، ولا تفتح إلّا قبل الفجر بساعة. لكن الذين يرغبون في الصلاة داخل المسجد، طوال الليل، يمكنهم أن يستحصلوا الرخصة لذلك من الآغا المكلف بالخفارة. . أمّا في أيام رمضان، فيبقى الحرم مفتوحاً طوال الليل.
وتعهد مهمة أمن المسجد النبوي، وغسل الحجرة، وسائر أجزاء المبنى جميعاً، وإنارة الحرم وماأشبه، إلى خمسين آغا من الأغوات الخصيان، الذين توجد منظمة خاصة لهم، تشبه المنظمة الموجودة في بيت اللّٰه الحرام في مكّة، لكن هؤلاء تُعطى لهم أهمية كبيرة في المدينة، فتجدهم يلبسون أحسن، ويستعملون الشال الكشميري، وأفخر أقمشة الهند الحريرية، وحينما يمرون بالسوق يسارع الجميع إلى تقبيل أيديهم، ولذلك يمارسون نفوذاً غير يسير في شؤون البلدة الداخلية. .
ويسمى رئيس هؤلاء الأغوات «شيخ