169بحبال من حرير يمتد في داخل المبنى، أو مودعة في صناديق خاصة موضوعة على الأرض. ويمكن أن يذكر من هذه على الأخص نسخة من القرآن الكريم مكتوبة بالخط الكوفي تعود إلى الخليفة عثمان بن عفان، ويُقال: إنّها لا تزال موجودة في المدينة. .
ثمّ يتطرق إلى ذكر حصار الوهابيين للمدينة، وإلى أنّ شيئاً كثيراً من هذه النفائس، ولا سيما الأوعية الذهبية منها، استولى عليها رؤساء البلدة، بحجة توزيعها على الفقراء، لكنهم تقاسموها فيما بينهم بعد ذلك.
وحينما دخل الأمير سعود الوهابي إلى المدينة، واستولى عليها، دخل الحجرة النبوية نفسها، ووصل إلى ماوراء الستائر، فوضع يده على جميع النفائس التي وجدها هناك، وقد باع قسماً منها إلى شريف مكة، وحمل الباقي إلى الدرعية معه. ومن الأعلاق النفيسة التي أخذها، وهي أغلى من أي شيء آخر، النجمة البراقة المتلألئة المطعمة بالماس واللؤلؤ، التي كانت معلقة فوق القبر المقدّس مباشرة، وقد كانت تسمى «الكوكب الدري» ، وقد كانت تودع، في هذا المكان، جميع أنواع الأوعية والأواني الثمينة المطعمة بالجواهر، والأقراط، والأساور، والقلائد، وسائر النفائس التي كانت تُهدىٰ من جميع أنحاء الامبراطورية العثمانية، ويأتي بها الحجاج في أثناء زيارتهم للمدينة. ولا شكّ أنّ ذلك كلّه كان يؤلف مجموعة ذات قيمة غير يسيرة، لكنها لا تكاد تُقدّر بثمن. فقد قدّر الشريف غالب مااشتراه من الامير سعود بمائة ألف دولار. . كما يُقال: إنّ ماأخذه الأمير سعود معه يتألف غالباً من اللؤلؤ والمرجان، وإنّ قيمته تساوي ماباعه إلى الشريف غالب، وربما يبلغ مجموع كلّ ماوجد في قيمته حوالى ثلاثمائة ألف دولار (6) .
في رحاب المسجد النبوي الشريف
وهناك من الأسباب مايجعلنا