168جميلة فيه: الباب المصري في الجهة الجنوبية، وهو مع باب الفتوح في القاهرة أجمل الأبواب التي شاهدها بيركهارت في المدن الشرقية، والباب الشامي في الجهة الشمالية، وباب الجمعة في الجهة الشرقية، وهناك باب يُسمّى «الباب الصغير» ، في الجهة الجنوبية، كان الوهابيون قد أغلقوه عندما احتلوا المدينة قبل سنوات.
ويقول بيركهارت: إنه شاهد المدينة مبنيّةً بالحجر كلّها، وتتألف بيوتها من طابقين بوجه عام ومن سطوح منبسطة. . أمّا الحارات فيورد أسماءها. . لينتقل إلى الحديث عن ضواحي المدينة المنورة، وأهمّ الحارات في تلك الضواحي، والتي لا تخلو من الأماكن التأريخية، فمثلاً هناك مسجدان في المناخة، أحدهما يسمى « مسجد علي» ، ويُقال: إنه قديم منذ صدر الإسلام، لكن بنايته القائمة كانت قد شيِّدت في 876، والمنقول أنّ النبيّ عليه السلام كثيراً ماكان يصلي فيه. ويُسمى المسجد الآخر «جامع عمر» وقد اُلحقت به مدرسة عامة كانت تستخدم بنايتها مخزناً للذخيرة وملجأ لكثير من الجنود.
وبعد أن يصف بيركهارت أشياء اُخرى في المدينة، وأهمّها مشروع الماء فيها، يقول: إنّ الجوهرة الغالية التي تجعل المدينة في صفّ مكّة من حيث الأهمية، لا بل وتفضلها عليها، في نظر بعض الناس مثل أتباع مالك بن أنس، هو المسجد الأكبر الذي يضمّ في داخله قبر النبيّ محمد صلى الله عليه و آله، وهو مثل جامع مكّة يسمى «الحرم» ، ويقع هذا المسجد في الطرف الشرقي من البلدة وليس في وسطها. أمّا أبعاده فهي أصغر من أبعاد الحرم المكي، إذ يبلغ طوله مئة وخمساً وستين خطوةً، ويبلغ عرضه مئة وثلاثين، لكنه مشيّد على الطراز نفسه تقريباً.
وبعد أن يصف بيركهارت سائر أجزاء الحرم، والضريح المطهّر ومايوجد حوله من القبور الاُخرى، يقول: إنّ نفائس الحجاز كانت تحفظ في السابق حول هذه القبور إمّا معلقة