45ويردّ الإمام على هؤلاء المتآمرين على الحقائق القرآنية والتاريخية بأنّ «كلّ ما أقدم عليه النبيّ إبراهيم من تحطيم الأصنام وجهاد النمروديين وعبدة الشمس والقمر والنجوم، ما هو إلّامقدّمة لهجرة كبرى، وإنّ كلّ تلك الهجرات والشدائد والصعاب والعيش في وادٍ (غير ذي زرع) وبناء البيت والتضحية بإسماعيل، كانت مقدّمة لبعثه ورسالة ختمت فيها الرسل، وضمّت عودة لحديث أوّل وآخر بناة ومؤسسيالكعبة، وأبلغت رسالتها الأبدية بكلامٍ خالد: إنّيبريءٌ ممّا تشركون!
مقارعة الأوثان المعاصرة
يرى الإمام أنّ الاقتصار على الرؤية التاريخية القديمة للأصنام ومعابدها، يوصلنا إلى نتيجة خاطئة وهي: «عدم وجود صنم أو وثن وعبادته في هذا العصر» ، ولذا يرى أنّه لا يوجد إنسان عاقل في الدنيا «لا يدرك عبادة الأصنام الجديدة وأحابيلها، ولا يعرف هيمنة معابد الأصنام في واقعنا المعاصر - كالبيت (الأسود) الأمريكي - على البلاد الإسلامية، وعلى أرواح وأعراض المسلمين والعالم الثالث. .» .
يرى الإمام أنّ عصرنا زاخرٌ بالأصنام والأوثان ومعابدها، وأنّ الطاغوت السياسي هو الصنم الكبير الذي دعانا القرآن إلى رفضه والثورة عليه:
فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن باللّٰه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها .
اللّٰه وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات .
إنّه الصراع التاريخي المرير بين أولياء اللّٰه وأولياء الطاغوت، وما صراعنا المعاصر إلّاامتداد لذلك التصارع والتدافع، وتبقى المصاديق للطاغوت والظلمات ثابتة في مضمونها وإن اختلفت أشكالها.
ويعطي الإمام المصاديق المتنوّعة للظلمات: