44المستكبرين، وسارعتم للوصول إلى المواقف الكريمة التي كانت في عصر الوحي أرضاً يابسة وهضاباً قاحلة، غير أنّها كانت مهبط ملائكة اللّٰه ومحلّاً لهجوم جنود اللّٰه. . . اعرفوا هذه المشاعر الكبرى وتجهّزوا من مركز تحطيم الأصنام لتحطيم الأصنام الكبرى التي ظهرت على شكل قوى شيطانية، وغزاة يمتصون الدماء، ولا تخشوا هذه القوى الفارغة من الإيمان. وفي هذه المواقف الكريمة، وبالتوكل على اللّٰه العظيم، اعقدوا بينكم ميثاق الاتحاد والاتفاق في مواجهة جنود الشرك والشيطان، واحذروا من التفرّق والتنازع ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم » .
«إنّ ريح الإيمان والإسلام - التي هي أساس النصر والقوّة - تزول وتذهب بالتنازع والتشرذم المنطلق من الأهواء النفسية والانانيات» .
إعلان البراءة: الخطوة الأولى في طريق الجهاد والنضال
يؤكّد الإمام أنّ إعلان البراءة في موسم الحج، في مكة المكرّمة، ليس مجرّد «شعارات وهتافات» فحسب، بل إنّه يتعدّى ذلك «إلى تعبئة الأمة وتنظيم جنود اللّٰه في مواجهة جنود إبليس» .
ويصرّح: بأنّ إعلان البراءة «هو المرحلة الاُولى في طريق الجهاد والكفاح، وأنّ مواصلة المراحل الاُخرى هي من واجبنا، حيث إنّ أداءه في كلّ عصر وزمان يختلف باختلاف الأساليب ومتطلّبات العصر» .
ويشجب الإمام تلك المحاولات التي تريد تفريغ الحج من مضمونه الجهادي الثوري التعبوي، من خلال:
أوّلاً: «إلقاء روح اليأس والعجز والخنوع في نفوس المسلمين» .
ثانياً: «الإيحاء بأنّ محاربة ومقارعة الأنبياء للأصنام ولعبادة الأوثان، تنحصر وتقتصر على الحجارة والأخشاب الجامدة التي لا روح فيها، وأنّ أنبياء من مثل (إبراهيم) الذي كان سبّاقاً في تحطيم الأصنام، قد اقتصر عمله - والعياذ باللّٰه - على تلك الأصنام الحجرية، وترك ساحة الجهاد وميدان النضال ضدّ الظالمين» .