43
كمن آمن باللّٰه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّٰه لا يستوون عند اللّٰه واللّٰه لا يهدي القوم الظالمين ، كأنّ هذه الآية الشريفة نزلت في عصرنا، وتحكي عن حالنا! !» .
المسجد: مركز انطلاق زحف القوّات الإسلامية
«إنّ المسجد في صدر الإسلام، كان دوماً مركز النهضة والتحرّكات الإسلامية.
من المسجد كانت تنطلق الدعوة إلى الإسلام. ومن المسجد كانت تزحف القوات الإسلامية لقمع الكفّار، أو لجذبهم تحت راية الإسلام» .
«هذا المسجد الحرام ومساجد عصر الرسول صلى الله عليه و آله كانت مركز الحروب والمعارك، ومركز السياسات والشؤون الاجتماعية والسياسية. لم يكن مسجد النبي صلى الله عليه و آله مقتصراً على المسائل العبادية كالصلاة والصيام فحسب بل إنّ مسائله السياسية كانت أكثر، فمتى ما أرادوا إرسال المقاتلين إلى ساحات القتال والجهاد، وتعبئتهم في الحروب والمعارك، كان المسجد هو المركز والمنطلق» .
لقد كان الإمام - وانطلاقاً من آيات القرآن التي تتحدّث عن الكعبة ودورها في القيام والنهضة - يرى أنّ البيت الحرام «اُسس للقيام. . لقيام الناس، كما أُسس للنّاس. . فيجب - إذن - الاجتماع فيه لهذا الهدف الكبير، ويجب تحقيق منافع الناس في هذه المواقف المشرّفة» ، ويؤكّد - انطلاقاً من آية (سقاية الحاج) - على أنّ «سدانة البيت وسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام غير كافية، ولا ترتبط بالهدف والمقصد» .
ولهذا كان يخاطب الحجّاج الوافدين على بيت اللّٰه بأن يتجهزوا من (مركز تحطيم الأصنام) لتحطيم الأصنام السياسية والطاغوتية في العالم، حيث يقول:
«أنتم يا حجّاج بيت اللّٰه الحرام، يا من وفدتم من أقطار العالم وأكنافه على بيت اللّٰه، مركز التوحيد ومهبط الوحي ومقام إبراهيم ومحمد الرجلين العظيمين الثائرين على