17تحقيقها في الواقع من خلال الدعوة والتبليغ بها بشكل واسع، ومركز هذه الدعوة مكة المعظّمة عندما يجتمع المسلمون لأداء فريضة الحج. .
الذي يقتلع كلّ المآسي ويقطع دابر الفساد هو طريق واحد: الوحدة بين المسلمين بل وحدة جميع المستضعفين، وكلّ المستضعفين والمكبلين بالسلاسل في العالم.
الحجّاج المحترمون الموجودون في جوار بيت اللّٰه ومحل رحمته، تعاطوا برفق ومروءة وإخوّة إسلامية مع جميع عباد اللّٰه، واعتبروا الجميع ودون النظر إلى اللون واللسان والمنطقة والمحيط منكم، وكونوا جميعاً يداً قرآنيةً واحدةً حتى تسيطروا على أعداء الإسلام والإنسانية.
يجب أن نعلم أنّ إحدى الفلسفات الاجتماعية لهذا التجمّع العظيم من جميع أنحاء العالم توثيق عرى الوحدة بين أتباع نبيّ الإسلام، أتباع القرآن الكريم في مقابل طواغيت العالم.
كما حذّر سماحته الحجّاج من مغبّة التساهل في هذا الأمر أو إيجاد خلل فيه:
وإذا لا سمح اللّٰه أوجد بعض الحجّاج من خلال أعمالهم خللاً في هذه الوحدة أدّت إلى التفرقة، فذلك سيوجب سخط رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وعذاب اللّٰه القادر الجبّار.
أما بخصوص المحور الثاني وهو البراءة من المشركين فيقول سماحته:
إنّ إعلان البراءة من المشركين تعتبر من الأركان التوحيدية والواجبات السياسية للحج. . فهل تحقيق الدين هو غير إعلان المحبّة والإخلاص للحقّ، وإعلان الغضب والبراءة من الباطل؟
فحاشا أن يتحقّق إخلاص الموحّدين في حبّهم بغير إظهار السخط على المشركين والمنافقين، وأي بيت هو أفضل من الكعبة البيت الآمن والطاهر، بيت الناس لنبذ كلّ أشكال الظلم والعدوان والاستغلال والرقّ والدناءة واللا إنسانية قولاً وفعلاً، وتحطيم