16المخلصون، وبايعته الجماهير بإرادتها واختيارها وبشكل يبعث على الفخر والعجب؛ لأنها وجدت فيه الإخلاص كلّه والصدق كلّه والزهد كلّه. . واندفع بكامل وعيه لوظيفته الشرعية وللغة عصره وتناقضاته. . لتحمّل مسؤولية السماء وأمانتها على عظمتها وخطورتها. . وراح يشقّ طريقه بكلّ ثقة واطمئنان لموقفه وسلامته مهما كانت التضحيات، والصعاب التي نصبها أعداء الإسلام، مستفيداً من كلّ الطاقات التي حوله، وموظّفاً كلّ المفاصل والمحاور الإسلامية، وما توفّرت عليه الشريعة من فرص سواء أكانت عبادية أو غيرها. . وفريضة الحجّ كانت ولا زالت واحدةً من أهمّ العبادات الإسلامية وأوسعها وأعظمها، رأى فيها موتمراً سنويّاً عظيماً وقوّة ووسيلة دينية وسياسية وإعلامية يستطيع من خلالها توعية المسلمين وشدّهم إلى دينهم، وأن يضع عنهم إصرهم والأغلال، ومعالجة الجراح الغائرة في جسم هذه الأمّة عبر سنين الظلم والحيف والاضطهاد بسبب إبعادها عن منزلتها ومكانتها. . .
يقول سماحته عن فريضة الحج: «الجميع يعلم أنه ليس بمقدور أي إنسان وأية دولة عقد مثل هذا المؤتمر الكبير، وأنّ أمر اللّٰه تعالى هو الذي صنع هذا الاجتماع العظيم، إلّا أنّه مع الأسف لم يستطع المسلمون على مرّ التاريخ أن يستفيدوا من هذه القوّة السماوية، وهذا المؤتمر الإسلامي كما ينبغي لصالح الإسلام والمسلمين» .
فوضع ثقله فيها وصبّ جهوده على إقامتها بشكلها القائم على محورين أساسيين:
وحدة المسلمين. وإعلان البراءة من المشركين.
وواصل تحرّكه هذا على كلا المحورين بكلّ قوّة وإصرار.
يقول السيّد الإمام في خصوص الوحدة بين المسلمين:
هذه الوحدة التي يؤكّدها ويكرّرها الإسلام الشريف والقرآن الكريم، ويجب